أي: تخضع وتذل [له قلوبهم][١]، ﴿وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾، أي: في الدنيا والآخرة، أما في الدنيا فيرشدهم إن الحق واتباعه، ويوفقهم لمخالفة الباطل واجتنابه، وفي الآخرة يهديهم [٢] الصراط المستقيم، الموصل إلى درجات الجنات، ويزحزحهم عن العذاب الأليم والدركات.
يقول تعالى مخبرًا عن الكفار أنهم لا يزالون ﴿فِي مِرْيَةٍ﴾، أي: في شك وريب من هذا القرآن. قاله ابن جريج، واختاره ابن جرير.
وقال سعيد بن جبير وابن زيد: ﴿مِنْهُ﴾ أي: مما [٣] ألقى الشيطان.
﴿حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً﴾ قال مجاهد: فجأة. وقال قتادة: ﴿بَغْتَةً﴾ بغت القومَ [٤] أمر الله، وما أخذ الله قومًا قط إلا عند سكرتهم [٥] وغرتهم ونعمتهم، فلا تغتروا بالله، إنه لا يغتر بالله إلا القوم الفاسقون.
وقوله: ﴿أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ﴾، قال مجاهد: قال أبي بن كعب: هو يوم بدر. وكذا قال [مجاهد، و][٦] إلخ عكرمة، وسعيد بن جبير، وقتادة، وغير واحد، واختاره ابن جرير.
وقال عكرمة ومجاهد [في رواية عنهما][٧]: هو يوم القيامة لا ليلة لهم. وكذا قال الضحاك والحسن البصري.
وهذا القول هو الصحيح، وإن كان يوم بدر من جملة ما أوعدوا به، لكن هذا هو
[١]- سقط من ز، خ. [٢]- بعده في خ: "إلى". [٣]- في ز، خ: "بما". [٤]- في ز، خ: "الله". [٥]- في ز: سكوتهم. [٦]- سقط من ز. [٧]- سقط من ز، خ.