وهذه الآية كقوله تعالى إخبارًا عن إبراهيم حيث قال في دعائه: ﴿فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوي إِلَيهِمْ﴾، فليس أحد من أهل الإِسلام إلا وهو يحن إلى رؤية الكعبة والطواف، فالناس يقصدونها من سائر الجهات والأقطار.
قال ابن عباس: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ﴾، قال: منافع الدنيا والآخرة؛ أما منافع الآخرة فرضوان الله تعالى، وأما منافع الدنيا فما [١] يصيبون من منافع البُدْن والربح والتجارات. وكذا قال مجاهد، وغير واحد: إنها منافع الدنيا والآخرة، كقوله: ﴿لَيسَ عَلَيكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ﴾.
وقوله: ﴿وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ [فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ][٢] عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾، قال شعبة [وهشيم عن أبي بشر، عن سعيد][٣]، عن ابن عباس (٨٧)،﵄ الأيام المعلومات: أيام العشر. وعلقه البخاري عنه بصيغة [الجزم به][٤]، ويروى مثله عن أبي موسى الأشعري ومجاهد (٨٨) وقتادة وعطاء وسعيد بن جبير والحسن والضحاك وعطاء الخراساني وإبراهيم النخعي وهو مذهب الشافعي، والمشهور عن أحمد بن حنبل.
وقال البخاري (٨٩): حدثنا محمد بن عرعرة، حدثنا شعبة، عن سليمان، عن مسلم
(٨٧) - تقدم في سورة البقرة الآية (٢٠٣). (٨٨) - رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الحج، باب الأيام المعلومات والمعدودات (٥/ ٢٢٨) عن مجاهد قال: الأيام المعلومات العشر، والأيام المعدودات أيام التشريق. وعزاه السيوطي في الدر (١/ ٤٢٠) إلى ابن أبي الدنيا والمحاملي في أماليه. (٨٩) - أخرجه البخاري في كتاب العيدين، باب: فضل العمل في أيام التشريق الحديث (٩٦٩) (٢/ ٤٥٧).