[قال ابن عباس: ﴿فَأَتْبَعَ سَبَبًا﴾ يعني بالسبب: المنزل. و][١] قال قال مجاهد: ﴿فَأَتْبَعَ سَبَبًا﴾: منزلًا وطريقًا ما بين المشرق والمغرب.
وفي رواية عن مجاهد ﴿سَبَبًا﴾ قال: طريقًا [٢] في [٣] الأرض.
وقال قتادة: أي أتبع منازل الأرض ومعالمها.
وقال الضحاك: ﴿فَأَتْبَعَ سَبَبًا﴾ [أي: المنازل.
وقال سعيد بن جبير في قوله: ﴿فَأَتْبَعَ سَبَبًا﴾] [٤] قال: علمًا. وهكذا قال عكرمة وعبيد بن صلى والسدي. وقال مطر: معالم وآثار كانت قبل ذلك.
وقوله: ﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ﴾ أي: فسلك طريقًا حتى وصل إلى أقصى ما يسلك فيه من الأرض من ناحية المغرب، وهو مغرب الأرض. وأما الوصول إلى مغرب الشمس من السماء فمتعذر، وما يذكره أصحاب القصص والأخبار من أنه سار في الأرض مدّة، والشمس تغرب من ورائه، فشيء لا حقيقة له، وأكثر ذلك من خرافات أهل الكتاب واختلاق زنادقتهم وكذبهم.
وقوله: ﴿وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَينٍ حَمِئَةٍ﴾ أي: رأى الشمس في منظره نغرب في البحر المحيط، و [٥] هذا شأن كل من انتهى إلى ساحله، يراها كأنها تغرب فيه، وهي [٦] لا تفارق الفلك الرابع الذي [٧] هي مثبتة فيه لا تفارقه.
والحمأة مشتقة على إحدى القراءتين [٨] من الحمأة، وهو: الطين، كما قال تعالى: ﴿إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإ مَسْنُونٍ﴾ أي: طين أملس. وقد تقدم بيانه.
وقال ابن جرير (١٠٩): حدثني يونس، أخبرنا ابن وهب، حدثني نافع بن أبي نعيم،