يقول تعالى: إنه قضى إلى بني إسرائيل في الكتاب أي: تقدم إليهم، وأخبرهم في الكتاب الذي أنزله عليهم أنهم سيفسدون في الأرض مرتين، ويعلون [١] علوًا كبيرًا أي: يتجبرون [٢]، ويطغون [٣]، ويفجرون [٤] على الناس، كما قال تعالى: ﴿وَقَضَينَا إِلَيهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ﴾ أي: تقدمنا إليه وأخبرناه بذلك وأعلمناه به.
وقوله: ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا﴾ أي: أُولى الإفسادتين ﴿بَعَثْنَا عَلَيكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ﴾ أي: سلطنًا عليكم جندًا من خلقنا، أولي بأس شديد، أي: قوة وعُدة وسلطة شديدة ﴿فَجَاسُوا خِلَال الدِّيَارِ﴾ أي: تملكوا بلادكم وسلكوا خلال بيوتكم، أي: سلكوا [٥] بينها ووسطها، وتصرفوا [٦] ذاهبين وجائين، لا يخافون [٧] أحدًا. ﴿وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا﴾.
وقد اختلف المفسرون من السلف والخلف في هؤلاء المسلطين عليهم [٨]: من هم؟ فعن ابن عبَّاس وقَتَادة: أنَّه جالوت الجزري، وجنوده سلط عليهم أولًا، ثم أديلوا عليه بعد
[١]- في ز، خ: "ويعلن". [٢]- في ز: "يجبروا"، خ: "يتكبروا". [٣]- في ز، خ: "ويطغوا". [٤]- في ز: "ويفجروا"، خ: "ويغجروا". [٥]- سقط من: ت. [٦]- في ت: "انصرفوا". [٧]- في خ: "تخافون". [٨]- في خ: "منهم".