وفي حديث معاذ الذي رواه الإمام أحمد والترمذي في قصة المنام والدعاء الذي فيه (١٢٦): " وإذا أردت بقوم فتنة فتوفَّني إليك غير مفتون".
وقال الإمام أحمد (١٢٧): حدثنا أبو سلمة، أنا عبد العزيز بن محمد، عن عمرو، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد: أن النبي، ﷺ، قال:"اثنتان يكرههما ابن آدم؛ يكره الموت، والموت خير للمؤمن [من الفتنة][١]، ويكره قلة المال، وقلة المال أقل للحساب".
فعند حلول الفتن في الدين يجوز سؤال الموت، ولهذا قال على بن أبي طالب، ﵁، في آخر خلافته، لما رأى أن [٢] الأمور لا تجتمع له، ولا يزداد الأمر إلا شدة، فقال (١٢٨): اللهم خذنى إليك فقد سئمتهم وسئموني.
وقال البخاري ﵀ لما وقعت له تلك المحن، وجرى له مع أمير خراسان [ما جرى][٣]، قال: اللهم توفني إليك.
وفي الحديث (١٢٩): " إن الرجل ليمر بالقبر - أي في زمان الدجال - فيقول يا ليتني مكانك! " لما يرى من الفتن والزلازل والبلابل، والأمور الهائلة التي هي فتنة لكل مفتون.
قال أبو جعفر بن جرير: وذكر أن بني يعقوب الذين فعلوا بيوسف ما فعلوا استغفر لهم [٤]
= هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله ﷺ … فذكر الحديث، وانظر الحديث المتقدم. ويأتي عند المصنف (سورة المؤمنون آية ٩٥). (١٢٦) - صحيح، أخرجه أحمد (٢٢٠٨) (٥/ ٢٤٣) والترمذي، كتاب: تفسير القرآن، باب: ومن سورة "ص" (٣٢٣٣) وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح" سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث، فقال: "هذا الحديث حسن صحيح .... ". (١٢٧) - صحيح، المسند (٢٣٧٣٥، ٢٣٧٣٧) (٥/ ٤٢٧، ٤٢٨) وأخرجه أيضًا (٢٣٧٣٦) (٥/ ٢٣٧) والبغوي في "شرح السنة" (١٤/ ٤٠٦٦) من طريقين عن إسماعيل بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو به، وذكره الهيثمي في "المجمع" في موضعين الأول: (٢/ ٣٢٤) وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، والثاني: (١٠/ ٢٦٠) وقال: "رواه أحمد بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح" وجوَّد إسناده الألباني في "الصحيحة" (٢/ ٨١٣). (١٢٨) - أورد المصنف نحو ذلك عنه في كتابه "البداية والنهاية" (٨/ ١٣). (١٢٩) - أخرجه مالك في "الموطأ" كتاب: الجنائز ج ٥٣، ومن طريقه أحمد (٢/ ٢٣٦) والبخاري كتاب: الفتن، باب: لا تقوم الساعة حتى يغبط أهل القبور (٧١١٥)، ومسلم، كتاب: =