قلت: وهذا قول غريب جدًّا بتقدير صحة الإسناد، فإن أبا بكر هذا، وإن لم ينص أبو حاتم على جهالته لكنه في حكم المجهول.
وأما المساكين فعن أبي هريرة، ﵁، أن رسول الله، ﷺ، قال:"ليس المسكين بهذا الطَّوَّاف الذي يطوف على الناس، فترده اللقمة واللقمتان، والتمرة والتمرتان". قالوا: فما المسكين يا رسول الله؟ قال:"الذي لا يجد غنى يغنيه، ولا يُفْطَنُ له فيتصدق عليه، ولا يسأل الناس شيئًا". رواه الشيخان: البخاري ومسلم (١٢٣).
وأما العاملون عليها: فهم الجُبَاة والسعاة يستحقون منها قسطًا على ذلك، ولا يجوز أن يكونوا من أقرباء رسول الله، ﷺ، الذين تحرم عليهم الصدقة، لما ثبت في صحيح مسلم عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث أنه انطق هو والفضل بن العباس يسألان رسول الله، ﷺ، ليستعملهما على الصدقة، فقال:"إن الصدقة لا تحل لمحمد، ولا لآل محمد، إنما هي أوساخ الناس"(١٢٤).
وأما المؤلفة قلوبهم فأقسام:
منهم: من يعطى لِيُسْلِم، كما أعطى النبي، ﵌، صفوان بن أمية من غنائم حنين، وقد كان شهدها مشركًا، قال: فلم يزل يعطيني حتى صار أحب الناس إليَّ بعد أن كان أبغض الناس إلي، كما قال الإِمام أحمد: حدثنا زكريا بن عدي، أنا ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن صفوان بن أمية قال: أعطاني رسول الله، ﷺ، يوم حنين، وإنه لأبغض الناس إليَّ، فما زال يعطيني حتى [صار، و][١] إنه لأحب الناس إلي.
ورواه مسلم والترمذي من حديث يونس عن الزهري، به (١٢٥).
ومنهم: من يعطى ليحسن إسلامه ويثبت قلبه، كما أعطى يوم حنين أيضًا جماعة من
(١٢٣) - صحيح البخاري، كتاب الزكاة رقم (١٤٧٩) وصحيح مسلم، كتاب الزكاة رقم (١٠٣٩). (١٢٤) - صحيح مسلم، كتاب الزكاة برقم (١٠٧٢). (١٢٥) - المسند (٦/ ٤٦٥) رقم (٢٧٧٤٦)، وصحيح مسلم، كتاب الفضائل رقم (٢٣١٣) وسنن الترمذي، كتاب الزكاة برقم (٦٦٦).