وقوله: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ قال الحسن البصري: بزكاتها [٢] والنفقة منها في سبيل الله.
وقال قتادة: هذا من المقدم والمؤخر تقديره: فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم [في الحياة الدنيا][٣]، إنما يريد الله ليعذبهم بها [في الآخرة][٤].
واختار ابن جرير قول الحسن، وهو القول القوي الحسن.
وقوله: ﴿وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ﴾ أي: ويريد أن يميتهم حين يميتهم على الكفر؛ ليكون ذلك أنكى لهم وأشد لعذابهم، عياذًا بالله! من ذلك، وهذا يكون من باب الاستدراج لهم فيما هم فيه.
يخبر الله [٥] تعالى نبيه، ﷺ، عن جزعهم وفزعهم وفَرَقِهم وهَلَعهم أنهم ﴿وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ﴾ يمينًا مؤكدة ﴿وما هم منكم﴾ أي: في نفيس الأمر ﴿ولكنهم قوم يفرقون﴾ أي: فهو الذي حملهم على الحلف. ﴿لو يجدون ملجأ﴾ أي: حصنًا يتحصنون به، وحرزًا يحترزون [٦] به ﴿أو مغارات﴾ وهي التي في الجبال ﴿أو مدخلًا﴾ وهو السرب في الأرض والنفق، قال ذلك في الثلاثة: ابن عباس، ومجاهد، وقتادة ﴿لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ﴾ أي: يسرعون في ذهابهم [عنكم؛ لأنهم إنما][٧] يخالطونكم [٨][كرهًا لا محبة، وودوا أنهم][٩] لا يخالطونكم، ولكن للضرورة أحكام؛ ولهذا لا يزالون في هم وحزن وغم؛ لأن الإِسلام وأهله لا يزال في عز ونصر ورفعة؛ فلهذا كلما سُرَّ المؤمنون [١٠] ساءهم ذلك، فهم يودون أن لا يخالطوا المؤمنين، ولهذا قال: ﴿لو
[١]- ما بين المعكوفتين في ز: "أنما". [٢]- في ز: "بركابها". [٣]- ما بين المعكوفتين سقط من: ز، خ. [٤]- ما بين المعكوفتين سقط من: ز، خ. [٥]- سقط من: ز. [٦]- في خ: "يتحرزون". [٧]- ما بين المعكوفتين سقط من: ز، خ. [٨]- سقط من: ز، خ: "لا يخالطونكم". [٩]- ما بين المعكوفتين سقط من: ز. [١٠]- في خ: "المسلمون".