إليَّ أنه كائن من ذريتي من يقرب القربان، فقرَّبا قربانا، حتى تقر عيني إذا تقبل قربانكما. فقربا، وكان هابيل صاحب غنم، فقرب أكولة غنمه [١] خير ماله، وكان قابيل صاحب زرع فقرب مشاقة [٢] من زرعه، فانطلق آدم معهما، ومعهما قربانهما، فصعدا الجبل، فوضعا قربانهما، ثم جلسوا ثلاثتهم: آدم وهما، ينظران إلى القربان، فبعث الله نارًا حتى إذا كانت فوقهما؛ دنا منها عنق فاحتمل قربان هابيل، وترك قربان قابيل، فانصرفوا وعلم آدم أن قابيل مسخوط عليه، فقال: ويلك يا قابيل، ردّ عليك قربانك!! فقال قابيل: أحببته، فصليت على قربانه، ودعوت له، فتقبل قربانه، ورد على قرباني. فقال [٣] قابيل لهابيل: لأقتلنك وأستريح [٤] منك، دعا لك أبوك، فصلَّى على قربانك، فتقبل منك. وكان يتواعده بالقتل، إلى أن احتبس هابيل ذات عشية في غنمه، فقال آدم: يا قابيل، أين أخوك؟ قال:[][٥] وبعثتني [٦] له راعيًّا لا أدرى. فقال آدم: ويلك يا قابيل، انطلق فاطلب أخاك. فقال قابيل في نفسه: الليلة أقتله. وأخذ معه حديدة، فاستقبله وهو منقلب، فقال: يا هابيل تقبل قربانك ورد على قرباني لأقتلنك. فقال هابيل: قربت أطيب مالي، وقربت أنت أخبث مالك، وإن الله لا يقبل إلا الطيب، إنما يتقبل الله من المتقين. فلما قالها غضب قابيل [٧] فرفع الحديدة وضربه [٨] بها، فقال: ويلك يا قابيل، أين أنت من الله كيف يجزيك بعملك؟ فقتله فطرحه في جوبة (*) من الأرض، وحثى عليه شيئًا من التراب [٩].
وروى [١٠] محمد بن إسحاق عن بعض أهل العلم بالكتاب الأول: أن آدم أمر ابنه قينًا أن ينكح أخته توأمة هابيل، وأمر هابيل أن ينكح أخته توأمة قين، فسلم لذلك هابيل ورضي، وأبى ذلك قين [١١]، وكره تكرما عن أخت هابيل، ورغب بأخته عن هابيل، وقال [١٢]:
= عن ابن معين قوله: ليس بشيء، وعن أبي حاتم أنه قال: ضعيف الحديث مضطرب الحديث حدثنا عنه الأنصارى بحديثين باطلين أحدهما وفاة آدم ﷺ والآخر عن أبي حازم. وقال: سألت أبا زرعة عن القاسم بن عبد الرحمن الذي يروى عنه الأنصارى فقال: منكر الحديث. وقد ترجم له الذهبى فى الميزان فى موضعين: (٤/ الترجمة ٦٧٢٠، ٦٧٢٢). (*) - الجوبة: الحفرة، والمكان الوطيء فى جلدٍ، وفجوة ما بين البيوت، أو فضاء أملس بين أرضين. القاموس (٨٩).