وهكذا رواه ابن جرير (١٢٤)، عن أبي كريب، عن زيد بن الحباب بإسناده، عن أبي رافع قال: جاء جبريل إلى النبي ﷺ ليستأذن عليه، فأذن له، فقال:"قد أذنَّا لك يا رسول الله، قال: أجل، ولكنا لا ندخل بيتًا فيه كلب". قال أبو رافع: فأمرني أن أقتل كل كلب بالمدينة فقتلت [١]، حتى انتهيت إلى امرأة عندها كلب ينبح عليها، فتركته رحمة لها ثمَّ جئت إلى رسول الله ﷺ فأخبرته، فأمرني فرجعت إِلى الكلب فقتلته، فجاءوا فقالوا: يا رسول الله، ما يحل لنا من هذه الأمة التي أمرت بقتلها؟ قال: فسكت رسول الله ﷺ، قال: فأنزل الله ﷿: ﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ﴾.
ورواه الحاكم في مستدركه، من طريق محمَّد بن إِسحاق، عن أبان بن صالح به. وقال: صحيح ولم يخرجاه.
وقال ابن جرير (١٢٥): حدثنا القاسم، حدثنا الحسين، حدثنا حجاج، عن ابن جريج، عن عكرمة: أن رسول الله ﷺ بعث أبا رافع في قتل الكلاب، حتى بلغ العوالي، فجاء [٢] عاصم ابن عديّ وسعد بن خيثمة وعويم بن ساعدة، فقالوا: ماذا أحل لنا يا رسول الله؟ فنزلت الآية [٣].
= ابن عبد الله عن أبي رافع قال: أمرنى رسول الله ﷺ أن أقتل الكلاب. وفيه قصة وإسناده حسن؛ ابن طحلاء روى له مسلم، وقال الحافظ فى "التقريب": ما به بأس. وأبو الرجال هو محمَّد ابن عبد الرحمن بن حارثة الأنصارى وهو ثقة، ورواه أحمد (٦/ ٩)، والبزار في "مسنده" (٣٨٦٩) وهو في كشف الأستار (٢/ ٧٠) (١٢٢٧) والحارث بن أبي أسامة كما في البغية (١/ ٤٨٣) (٤١٧)، والرويانى فى "مسنده" (٦٨٥) من طريق ابن جريج أخبرنى العباس بن أبي خداش عن الفضل بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبي رافع أن النبي ﷺ قال. . . والعباس بن أبي خداش ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٦/ ٢١٧) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً، وذكره ابن حبَّان فى "الثقات" (٧/ ٢٧٥) والفضل بن عبيد الله بن أبي رافع قال الحافظ فى "التقريب": مقبول. والحديث ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٤/ ٤٥) وقال: "رواه البزار، وأحمد بأسانيد رجال بعضها رجال الصحيح، ورواه الطبرانى في الكبير أيضًا" ورواه ابن جرير عن عكرمة مرسلًا وسيأتى رقم (١٢٨). (١٢٤) - تفسير الطبرى (٩/ ٥٤٥) (١١١٣٤) وانظر التخريج السابق. (١٢٥) - أخرجه الطبرى فى "تفسيره" (٩/ ٥٤٦) (١١١٣٥) وانظر تخريج الحديث رقم (١٢٦).