واُعظم من هذا كله بشارة ما ثبت في الصحاح [١] والمسانيد وغيرهما من طرق متواترة (٦١٢) عن جماعة من الصحابة أن رسول الله ﷺ سئل عن الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم فقال: "المرء مع من أحب". قال أنس: فما فرح المسلمون فرحهم بهذا الحديث.
وفي رواية (٦١٣) عن أنس أنه قال: إنى لأحب [٢] رسول الله ﷺ وأحب [٣] أبا بكر وعمر ﵄، وارجو أُن يبعثني الله معهم، وإن لم أعمل كعملهم.
قال [٤] الإِمام مالك بن أنس (٦١٤)، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، [قال: قال][٥] رسول الله ﷺ[][٦]: "إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم [٧]، كما تتراءون [٨] الكوكب الدري الغابر من الأفق من المشرق أو المغرب، لتفاضل ما بينهم". قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم. قال:"بلي، والذي نفسى بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين".
أخرجاه في الصحيحين من حديث مالك واللفظ [٩] لمسلم.
قال [١٠] الإِمام أحمد [ابن حنبل](٦١٥): حدثنا فزارة، أخبرني فليح، عن هلال -يعني ابن
= ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ … ﴾ الآية، ومن هذا تعلم أن تحسين الترمذي للحديث متجه، والله أعلم. (٦١٢) - يأتى تخريجه سورة الأعراف/ آية ١٨٧. (٦١٣) - أخرجها البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب: مناقب عمر بن الخطاب (٣٦٨٨) ومسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب: المرء مع من أحب (١٦٣) (٢٦٣٩). (٦١٤) - أخرجه البخارى، كتاب بدء الخلق، باب: ما جاء فى صفة الجنة وأنها مخلوقة (٣٢٥٦)، ومسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب: إحلال الرضوان على أهل الجنة (١١) (٢٨٣١). (٦١٥) - " المسند" (٢/ ٣٣٩) وأخرجه أيضًا (٢/ ٣٣٥) والترمذى، كتاب صفة الجنة، باب: ما جاء فى تَرائى أهل الجنة فى الغُرَفِ (٢٢٥٦) من طريق فليح به وقال الترمذى: "حديث صحيح".