(حديث آخر): قال الحافظ أبو بكر بن مردويه (٥٠٩): حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، حدثنا الحسن بن أحمد بن الليث، حدثنا محمد بن مرزوق، حدثنا العلاء (*) بن أبي سوية، حدثني الهيثم بن رزيق المالكي من بني مالك بن كعب بن سعد -وعاش مائة وسبعة عشر سنة- عن أبيه، عن الأسلع بن شريك، قال: كنت أرحل ناقة رسول الله ﷺ، فأصابتني جنابة في ليلة باردة، وأراد رسول الله ﷺ الرحلة، فكرهت أن أرحل [ناقة رسول الله ﷺ][١] وأنا جنب، وخشيت أن أغتسل بالماء البارد؛ فأموت أو أمرض، فأمرت رجلًا من الأنصار فرحلها، ثم رضفت أحجارًا فأسخنت بها ماء فاغتسلت، ثم لحقت رسول الله ﷺ وأصحابه، فقال:"يا أسلع، مالي أرى رحلتك قد [٢] تغيرت". قلت: يا رسول الله لم أرحلها، رحلها رجل من الأنصار. قال:"ولم؟ " قلت: إني أصابتني جنابة، فخشيت القرّ على نفسي، فأمرته أن يرحلها، ورضفت أحجارًا، فأسخنت بها ماء، فاغتسلت به. فأنزل الله تعالى: ﴿لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ﴾ إلى قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا﴾.
وقد روي من وجه آخر عنه (٥١٠).
= رواه يونس وعقيل وابن أبى ذئب عن الزهرى عن عبيد الله بن عبد الله عن عمار عن النبى ﷺ وهم أصحاب الكتب، فقالا: مالك صاحب كتاب وصاحب حفظ، وعليه فقد صح الحديث من هذه الطريق ولله الحمد، لكن قال أبو حاتم بن حبان فى صحيحه: "كان هذا حيث نزل أنه التيمم قبل تعليم النبىِّ ﷺ عمارًا كيفية التيمم، ثم علمه ضربة واحدةً للوجه والكفين لما سأل عمار النبيَّ ﷺ عن التيمم " وفى "نصب الراية" (١/ ١٥٦) عن الأثرم قال: "إنما حكى فيه فعلهم دون النبى ﷺ كما حكى فى الآخر أنه أجنب، فعلمه ﵇ ". (٥٠٩) - وعزاه لابن مردويه السيوطى فى "الدر المنثور" (٢/ ٢٩٥) وقد أخرجه الطبرانى فى "المعجم الكبير" (١/ رقم ٨٧٧) حدثنا سهل بن موسى شيران الرامهرمزى، وأبو نعيم فى "المعرفة" (٣/ رقم ١٠٧١) ثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، كلاهما (سهل والحسن) ثنا محمد بن مرزوق به، وذكره الهيثمى فى "المجمع" (١/ ٢٦٦، ٢٦٧) من هذا الوجه وقال: (رواه الطبرانى فى "الكبير" وفيه الهيثم بن رزيق قال بعضهم: لا يتابع على حديثه" والعلاء بن أبى سوية "ضعيف" كما فى "التقريب" وعلقه ابن الأثير فى "أسد الغابة" (١/ ٩١) وقال: "فيه نظر" وانظر ما بعده. (*) في الأصول: العباس، وهو تحريف. (٥١٠) - أخرجه ابن سعد فى "الطبقات" (٧/ ٤٦)، وابن جرير فى "التفسير" (٨/ ٩٦٣٧، ٩٦٣٨)، والطحاوى فى "شرح معانى الآثار" (١/ ١١٣)، والطبرانى فى "المعجم الكبير" =