عبد الله بن البجلي قال: قال رسول الله ﷺ: "كان رجل ممن كان قبلكم، وكان به جرح، فأخذ سكينا نحر بها يده، فما رقأ الدم حتى مات، قال الله-﷿: عبدي بادرني بنفسه، حرمت عليه الجنة".
ولهذا قال تعالى: ﴿ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما﴾ أي: ومن يتعاطى ما نهاه الله عنه متعديا فيه ظالما في تعاطيه، أي: عالما بتحريمه متجاسرًا على انتهاكه ﴿فسوف نصليه نارًا﴾ الآية. وهذا تهديد شديد، ووعيد أكيد، فليحذر منه كل عاقل لبيب ممن ألقى السمع وهو شهيد.
قوله تعالى: ﴿إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم﴾ الآية. أي: إذا اجتنبتم كبائر الآثام انتي نهيتم عنها [كفرنا عنكم صغائر الذنوب][١] وأدخلناكم الجنة، ولهذا قال: ﴿وندخلكم مدخلا كريما﴾ وقال الحافظ أبو بكر البزار (٢٨٠): حَدَّثنَا مؤمل بن هشام، حَدثَنَا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا [خالد](*) بن أيوب، عن معاوية بن قرة، عن أنس [رفعه قال: "لم نر مثل][٢] الذي بلغنا عن ربنا ﷿، ثم لم نخرج له عن كل أهل ومال أن تجاوز لنا عما دون الكبائر، يقول الله: ﴿إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم﴾ الآية.
وقد وردت أحاديث متعلقة بهذه الآية الكريمة فلنذكر منها ما تيسر، قال الإِمام أحمد (٢٨١):
= (٤/ ٣١٢) من طرق عن الحسن به. (٢٨٠) - أخرجه البزار (٢ / رقم ١٤٥٦/ مختصر الزوائد لابن حجر) وأخرجه ابن أبى شيبة في "المصنف" (٨/ ١٩٤) ثنا عفان بن مسلم، ثنا سليمان بن كثير ثنا الجلد بن أيوب به، وذكره الهيثمى في "المجمع" (٧/ ٦، ٧) وقال: "رواه البزار وفيه الجلد بن أيوب وهو ضعيف" لكن تابعه زياد بن مخراق فأخرجه ابن جرير في تفسيره (٨/ ٩٢٣١) - ومن طريقه سيذكره المصنف هنا برقم (٣٢٧) - حدثنى يعقوب، قال: حدثنا ابن علية، قال: حدثنا زياد بن مخراق عن معاوية بن قرة به، وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات من رجال "التهذيب". والخبر زاد نسبته السيوطى في "الدر المنثور" (٢/ ٢٦٠) إلى عبد بن حميد، ولم يعزه إلى البزار!!. (*) كذا، وصوابه: الجلد. (٢٨١) - " المسند" (٥/ ٤٣٩) وأخرجه أبو بكر المروزى في "كتاب الجمعة وفضلها" (رقم ٤٩) من طريق خالد الواسطى عن مغيرة به، وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (٦/ ٦٠٩٢) من طريق الأعمش عن إبراهيم به مختصرًا، وقال الهيثمى في "المجمع" (٢/ ١٧٧): رجاله ثقات إلا أنه =