للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لأخذته الملائكة عيانًا، ولو أن اليهود تمنوا الموت لماتوا، ولرأوا [١] مقاعدهم من النار، ولو خرج الذين يباهلون رسول الله لرجعوا لا يجدون مالا ولا أهلًا".

وقد رواه البخاري والترمذي والنسائي من حديث عبد الرزاق، عن [٢] معمر، عن عبد الكريم به (١٤٠). وقال الترمذي: حسن صحيح [وقال ابن مردويه:] [٣].

وقد روى البيهقي في دلائل النبوة قصة وفد نجران مطولة جدًّا (١٤١)، ولنذكره؛ فإن فيه فوائد كثيرة، [وفيه غرابة] [٤]، وفيه مناسبة لهذا المقام قال البيهقي (١٤٢): حدثنا [٥] أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد، محمد [٦] بن موسى بن الفضل؛ قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، عن سلمة بن عبد يسوع، عن أبيه، عن جده قال يونس- وكان نصرانيًّا فأسلم،: أن رسول الله كتب إلى أهل نجران قبل أن ينزل عليه طس سليمان "باسم إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، من محمد النبي رسول الله إلى أسقف نجران وأهل نجران، أسلم أنتم [٧]، فإني أحمد إليكم إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، أما بعد فإني أدعوكم إلى عبادة الله من عبادة العباد، وأدعوكم إلى ولاية الله من ولاية العباد، فإن أبيتم فالجزية، فإن أبيتم فقد آذنتكم بحرب. والسلام.

فلما أتى الأسقف الكتاب وقرأه [٨] فظِعَ به، وذعره ذعرًا شديدًا، وبعث إلى رجل من أهل نجران يقال له شرحبيل بن وداعة، وكان من همدان، ولم يكن أحد يدعى [٩] إذا نزلت معضلة قبله، لا الأيهم، ولا السيد، ولا العاقب، فدفع الأسقف كتاب رسول الله إلى شرحبيل فقرأه، فقال الأسقف: يا أبا مريم؛ ما رأيك؟ فقال شرحبيل: قد علمت ما


(١٤٠) - أخرجه البخاري في كتاب: التفسير، باب: قوله تعالى: ﴿كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (١٥) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ﴾ حديث (٤٩٥٨) معلقًا، وقال البخاري: تابعه عمرو بن خالد، عن عبيد الله، عن عبد الكريم، قال الحافظ في "الفتح" (٨/ ٧٢٤): وصلها علي بن عبد العزيز البغوي في متنخب المسند له، عن عمرو بن خالد بهذا. وانظر "تغليق التعليق" (٤/ ٣٧٥). ورواه الترمذي في "سننه" كتاب تفسير القرآن، باب: ومن سورة ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾، حديث (٣٣٤٥)، والنسائي في "الكبرى" (٦/ ٥١٨) رقم (١١٦٨٥).
(١٤١) - " دلائل النبوة" للبيهقي (٥/ ٣٨٢: ٣٩٣).
(١٤٢) - " الدلائل" (٥/ ٣٨٥: ٣٩١).