والأعمش والثورى وجعفر بن محمد:«فلمّا سلّما»(١)، بغير ألف ولام مشددة.
قال أبو الفتح: أما {أَسْلَما} ففوّضا وأطاعا، وأما «سلّما» فمن التسليم، أى: سلّما أنفسهما وآراءهما كالتسليم باليد لما أمرا به، ولم يخالفا ما أريد منهما من إجماع إبراهيم عليه السلام الذبح، وإسحاق الصبر.
ومن ذلك قراءة ابن محيصن وعكرمة-بخلاف-والحسن-بخلاف-وأبى رجاء:«وإنّ الياس»(٢)، بغير همز. «سلام على الياسين»(٣)، بغير همز.
قال أبو الفتح: أما «الياس» موصول الألف فإن الاسم منه «ياس»، بمنزلة باب ودار، ثم لحقه لام التعريف، فصار «الياس»، بمنزلة الباب والدار.
و «الياسين» على هذا كأنه على إرادة ياء النسب، كأنه الياسيّين، كما حكى عنهم صاحب الكتاب: الأشعرون والنّميرون، يريد الأشعريّين والنّميريّين. وروينا عن قطرب عنهم: هؤلاء زيدون، منسوبون إلى زيد بغير ياء النسبة. وقال أبو عمرو: هلك اليزيدون، يريد ثلاثة يزيديّين.
وقد يجوز أن يكون جعل كل واحد من أهل «الياس» ياسا، فقال:«الياسين»، كقوله (٤):
قدنى من نصر الخبيبين قدى (٥) ....
(١) وقراءة الحسن المطوعى، وحميد. انظر: (الفراء ٣٩٠/ ٢، مختصر شواذ القراءات ١٢٨، الإتحاف ٣٧٠، القرطبى ١٠٤/ ١٥، الكشاف ٣٤٨/ ٢، البحر المحيط ٣٧٠/ ٧). (٢) وقراءة ابن عامر، وابن ذكوان، وهشام، والأعرج، والمطوعى. انظر: (السبعة ٥٤٨، النشر ٣٥٩/ ٢،٣٦٠، الإتحاف ٣٧٠، البحر المحيط ٣٧٣/ ٧، الطبرى ٢٣،٦١، الكشاف ٣٥٢/ ٣، التيسير ٨٧، تحبير التيسير ١٦٧). (٣) انظر: (القرطبى ١١٨/ ١٥، الكشاف ٣٥٢/ ٣، النحاس ٧٦٦/ ٢، مجمع البيان ٤٥٦/ ٨، البحر المحيط ٣٧٣/ ٧). (٤) لأبى نخيلة، وقيل حميد الأرقط، أو أبى بجدلة. انظر: (النوادر ٢٠٥، أمالى ابن الشجرى ١٤/ ١،١٤٢/ ٢، الكتاب ٣٧١/ ٢، شرح المفصل ١٢٤/ ٣،١٤٣/ ٧، الإنصاف ١٣١، خزانة الأدب ٤٤٩/ ٢، همع الهوامع ٦٤/ ١ شرح شواهد المغنى ١٦٦، شرح الأشمونى ١٢٥/ ١، شرح التصريح ١١٢/ ١). (٥) عجزه: «ليس الإمام بالشحيح الملحد».