فإنه كان قدّر فيهم شيئا فبلغ منهم، فصدق ما كان أودعه ظنّه فى معناه. فالمعنيان من بعد متراجعان إلى موضع واحد؛ لأنه قدّر تقديرا فوقع ما كان تقديره فيهم. و «على» متعلقة ب «صدق»: كقولك: صدقت عليك فيما ظننته بك، ولا تكون متعلقة بالظن؛ لاستحالة جواز تقدم شئ من الصلة على الموصول.
وذهب الفراء إلى أنه على معنى فى ظنه، وهذا تمحّل للإعراب، وتحرّف عن المعنى. ألا ترى أن من رفع «ظنه» فإنما جعله فاعلا؟ فكذلك إذا نصبه جعله مفعولا على ما مضى. وكذلك أيضا من شدّد، فقال:«صدّق»، فنصب «الظن» على أنه مفعول به.
***
{حَتّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ}(٢٣)
ومن ذلك قراءة الحسن:«فزع»(١)، بالزاى خفيفة، وبالعين.