ومن ذلك قراءة الأعرج وعبيد بن عمير:«لمدّركون». بالتشدد.
قال أبو الفتح: أدركت الرجل، وادّركته، وادّرك الشئ إذا تتابع ففنى. وقال الحسن فى قول الله تعالى:{بَلِ اِدّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ،} قال: جهلوا علم الآخرة، أى: لا علم عندهم فى أمر الآخرة، معناه بل أسرع وخف، فلم يثبت، ولم تطمئن لليقين به قدم.
***
{وَأَزْلَفْنا}(٦٤)
ومن ذلك قراءة عبد الله بن الحارث:«وأزلقنا»(١)، بالقاف.
قال أبو الفتح: من قرأ: «وأزلفنا»(٢) بالفاء فالآخرون موسى عليه السلام وأصحابه، ومن قرأها بالقاف فالآخرون فرعون وأصحابه، أى: أهلكنا ثمّ الآخرين، أى: فرعون وأصحابه.
***
{هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ}(٧٢)
ومن ذلك قراءة قتادة:«هل يسمعونكم».
قال أبو الفتح: المفعول هنا محذوف، أى: هل يسمعونكم إذ تدعون جوابا عن دعائكم؟ يقال: دعانى فأسمعته، أى: أسمعته جواب دعائه.
وأما قراءة الجماعة:{هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ} فإن بابها أن تتعدى إلى ما كان صوتا مسموعا، كقولك: سمعت كلامك، وسمعت حديث القوم. فإن وقعت على جوهر تعدت إلى مفعولين، ولا يكون الثانى منهما إلا صوتا، كقولك: سمعت زيدا يقرأ، وسمعت محمدا يتحدث، ولا يجوز سمعت زيدا يقوم؛ لأن القيام ليس من المسموعات.
(١) وقراءة أبىّ، وابن عباس. انظر: (القرطبى ١٠٧/ ١٣، الكشاف ١١٥/ ٣، الرازى ١٣٩/ ٢٤، البحر المحيط ٢٠/ ٧، الآلوسى ٨٨/ ١٩). (٢) وقراءة يحيى بن يعمر. انظر: (الكشاف ١١٦/ ٣، الرازى ١٤٢/ ٢٤، البحر المحيط ٢٣/ ٧، العكبرى ٩١/ ٢، القرطبى ١٠٩/ ١٣).