وفيما قرئ على أحمد بن يحيى، فاعترف بصحته: سمك مالح، وماء مالح. وإنما يقال: سمك مملوح ومليح، هذا أفصح الكلام، والأول يقال.
***
{وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً}(٦٧)
ومن ذلك قراءة حسان بن عبد الرحمن صاحب عائشة رضى الله عنها، وهو الذى يروى عنه قتادة:«وكان بين ذلك قواما»(٢).
قال أبو الفتح: القوام، بفتح القاف: الاعتدال فى الأمر، ومنه قولهم: جارية حسنة القوام: إذا كانت معتدلة الطّول والخلق. وأما «القوام» بكسر القاف فإنه ملاك الأمر وعصامه، يقال: ملاك أمرك وقوامه أن تتقى الله فى سرك وعلانيتك، فكذلك قوله:«وكان بين ذلك قواما»، أى: ملاكا للأمر ونظاما وعصاما.
ولو اقتصر فيه على قوله:{وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ} لكان كافيا؛ لأنه إذا كان بين الإسراف والتقتير، فإنه قصد ونظام للأمر؛ «فقوام» إذا تأكيد وجار مجرى الصفة، أى: توسطا مقيما للحال وناظما. ومعلوم أنه إذا كان متوسطا فإنه قوام ومساك، وأقل ما فيه أن يكون صفة مؤكدة، كقوله:{وَمَناةَ الثّالِثَةَ الْأُخْرى}(٣) فالأخرى توكيد كما ترى.