وأخبرنا أبو علىّ، عن أبى بكر، عن أبى العباس، قال: سمعت عمارة يقرأ: «ولا اللّيل سابق النهار»(١)، فقلت له: ما أردت؟ فقال: أردت سابق النهار، فقلت له: فهلا قلته. فقال: لو قلته لكان أوزن، يريد: أقوى وأقيس. وقد ذكرنا هذا ونحوه فى كتابنا الخصائص وغيره من كتبنا.
***
{صَوافَّ}(٣٦)
ومن ذلك قراءة ابن مسعود وابن عمر وابن عباس وإبراهيم وأبى جعفر محمد بن على والأعمش، واختلف عنهما، وعطاء بن أبى رباح والضحاك والكلبى:«صوافن»(٢).
وقرأ:«صوافى»(٣) أبو موسى الأشعرى والحسن وشقيق وزيد بن أسلم وسليمان التيمى، ورويت عن الأعرج.
قال أبو الفتح: هى «الصافنات» فى قول الله تعالى: {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصّافِناتُ الْجِيادُ}(٤)، إلاّ أنها استعملت هنا فى الإبل. والصافن: الرافع إحدى رجليه، واعتماده منها على سنبكها. قال عمرو بن كلثوم (٥):
تركنا الخيل عاكفة عليه … مقلّدة أعنّتها صفونا (٦)
(١) سورة يس الآية (٤٠) انظر: (الخصائص ١٢٦/ ١). (٢) وقراءة قتادة، ومجاهد، وعطاء، والضحاك، والكلبى. انظر: (التبيان ٢٨٣/ ٧، الطبرى ١١٨/ ١٧، القرطبى ٦١/ ١٢، الفراء ٢٢٦/ ٢، النحاس ٤٠٣/ ٢، الكشاف ١٤/ ٣، البحر المحيط ٣٦٩/ ٦). (٣) وقراءة مجاهد. انظر: (الإتحاف ٣١٥، الطبرى ١١٨/ ١٧، القرطبى ٦١/ ١٢، الكشاف ١٤/ ٣، الفراء ٢٢٦/ ٢، البحر المحيط ٣٣١/ ٦). (٤) سورة ص الآية (٣). (٥) من معلقته الشهيرة التى مطلعها: ألا هبى بصحنك فاصبحينا ولا تبقى خمور الأندرينا انظر: (شرح القصائد السبع الطوال ٣٧١، وما بعدها). (٦) تركنا الخيل عاكفة عليه معناه: واقفة مقيمة عليه، وواحدة الصفون: صافن، قال الله عز وجل: الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً [طه:٩٧] فمعناه مقيما. قال الشاعر: باتت تبيا موضها عكوفا مثل الصفوف لاقت الصفوفا (وهو للراجز أبو محمد الفقعس، اللسان «بيى». وقال الفراء: الصافن القائم على ثلاث، قرأ ابن عباس رضى الله عنهما فاذكروا الله عليها صوافن [الحج:٣٦]، أى قائمة على ثلاث. قال-