ومن ذلك قراءة ابن عباس والحسن والضحاك ومحمد بن على وجعفر بن محمد وعمرو بن فائد ويعقوب:«من كلّ ما سألتموه» بالتنوين (١).
قال أبو الفتح: أما على هذه القراءة فالمفعول ملفوظ به، أى وآتاكم ما سألتموه أن يؤتيكم منه. وأما على قراءة الجماعة:{مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ،} على الإضافة فالمفعول محذوف، أى وآتاكم سؤلكم من كل شئ: أى: وآتاكم ما ساغ إيتاؤه إياكم إياه منه، فهو كقوله عز وجل:{وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ}(٢)، أى: أوتيت من كل شئ شيئا. وقد سبق ذكرنا حذف المفعول للعلم به، وأنه مع ذلك عذب عال فى اللغة.
***
{وَاُجْنُبْنِي}(٣٥)
ومن ذلك قراءة الجحدرى والثقفى وأبى الهجهاج (٣): «وأجنبنى»، بقطع الألف (٤).
قال أبو الفتح: يقال: جنبت الشئ أجنبه جنوبا، وتميم تقول: أجنبته أجنبه إجنابا، أى: نحّيته عن الشئ. فجنبته كصرفته، وأجنبته جعلته جنيبا عنه، وكذلك {وَاُجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ،} أى: اصرفنى وإياهم عن ذلك، وأجنبنى: أى اجعلنى كالجنيب لك، أى المنقاد معك عنها.
***
{تَهْوِي}(٣٧)
ومن ذلك قراءة علىّ بن طالب وأبى جعفر محمد بن على وجعفر بن محمد عليهم
(١) وقراءة نافع، والأعمش، وقتادة، وسلام بن منذر. انظر: (مختصر شواذ القراءات ٦٨، الطبرى ١٥٠/ ١٣، الفراء ٧٧/ ٢، الأخفش ٣٧٦/ ٢، مجمع البيان ٣١٥/ ٦، البحر المحيط ٤٢٨/ ٥، الإتحاف ٢٧٢، العكبرى ٣٨/ ٢). (٢) سورة النمل الآية (٢٣). (٣) فى مجمع البيان: أبو الجحجاح. (٤) انظر: (الفراء ٧٨/ ٢، الكشاف ٣٧٩/ ٢، مجمع البيان ٣١٧/ ٦، الرازى ١٣١/ ١٩، البحر المحيط ٤٣١/ ٥، العكبرى ٣٨/ ٢).