٢٨٩ - وعن ابن عباس - رضي الله عنه - أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: العائد في هبته، كالعائد في قَيْئِه. (١)
وفي لفظ: فإنّ الذي يعود في صدقته، كالكلب يقيء ثم يعود في قَيْئِه. (٢)
قوله:(العائد في هبته، كالعائد في قيئه) أي: العائد في هبته إلى الموهوب وهو كقوله تعالى: (أو لتعودنّ في ملتنا).
زاد أبو داود في آخره " قال همّام قال قتادة: ولا أعلم القيء إلَّا حراماً. وللبخاري من رواية عكرمة عن ابن عباس " ليس لنا مثل السّوء، الذي يعود ... " أي: لا ينبغي لنا معشر المؤمنين أن نتّصف بصفةٍ ذميمةٍ يشابهنا فيها أخسّ الحيوانات في أخسّ أحوالها , قال الله سبحانه وتعالى:(للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السّوء , ولله المثل الأعلى) ولعلَّ هذا أبلغ في الزّجر عن ذلك وأدل على التّحريم ممّا لو قال مثلاً: لا تعودوا في الهبة.
(١) أخرجه البخاري (٢٤٤٩) ومسلم (١٦٢٢) من طريق عبد الله بن طاوس عن أبيه عن ابن عباس - رضي الله عنه -. وأخرجه البخاري (٢٤٧٩ , ٦٥٧٤) من طريق أيوب عن عكرمة عن ابن عباس نحوه. (٢) أخرجه البخاري (٢٤٧٨) ومسلم (١٦٢٢) من طرق عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس - رضي الله عنه -. واللفظ لمسلم.