عن عكرمة، عن ابن عباس قال: ليس ص) أي سجدة ص (من عزائم السجود) أي واجبات (٢) التلاوة، بل هو سجدة شكر، (وقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسجد فيها).
قال الطحاوي (٣): وقد اختلف في سجدة ص (٤) فقال قوم: فيها سجدة، وقال آخرون: ليس فيها سجدة، فكان النظر عندنا في ذلك أن يكون فيها سجدة، لأن الموضع الذي جعله من جعله فيها سجدة، موضع السجود هو موضع خبر، لا موضع أمر، وهو قوله:{فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ}(٥)، فذلك خبر، فالنظر فيه أن يُرَدَّ حكمه إلى حكم أشكاله من الأخبار، فيكون فيه سجدة كما يكون فيها.
وقد روي ذلك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: حدثنا يونس بسنده، عن أبي سعيد: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سجد في ص، وحدثنا علي بن شيبة بسنده، عن مجاهد قال: سئل ابن عباس عن السجدة في ص فقال: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}(٦)، فبهذا نأخذ فنرى السجود في ص اتباعًا لما قد روي فيها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولما قد أوجبه النظر.
(١) في نسخة: "النبي". (٢) قلت: بل من مؤكدات السجود، فإنهم اختلفوا في عزائم السجود كم هي؟ فقد حكى الحافظ عن جماعة من الصحابة أنها خمسة: الأعراف وسبحان وثلاثة من المفصل وقيل: غير ذلك، ذكرها في "الفتح" (٢/ ٥٥٢) على أن قوله: "ليس من عزائم" موقوف، "وقد رأيته يسجد" مرفوع. (ش). (٣) "شرح معاني الآثار" (١/ ٣٦١). (٤) كذا في الأصل، وفي "شرح معاني الآثار": سورة ص. (٥) سورة ص: الآية ٢٤. (٦) سورة الأنعام: الآية ٩٠.