ورواه: الإمام أحمد (١) - أيضًا - عن عفان عن وهيب عن موسى بن عقبة عن أبي سلمة عن الرجل الذي مر برسول الله - صلّى الله عليه وسلم -، وهو يناجى حبريل ... فذكره، قال موسى - عقبه -: (وقد سمعت من غير أبي سلمة أنه: حارثة بن النعمان) اهـ.
فلم يسم هذا الغير، ويشكل على كون هذا الصحابي هو حارثة بن النعمان أنه ذكر في حديثه هذا تجنبه أن يدنو من رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -؛ تخوفًا من أن يسمع حديثه، فلما أصبح قال له رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - (ما منعك أن تسلم إذ مررت بي البارحة)، قال: رأيتك تناجى رجلًا، فخشيت أن تكره أن أدنو منكما. قال:(وهل تدري من الرجل) قال: لا. قال:(فذلك جبريل - عليه السلام -، ولو سلمت لرد السلام). وفي الرواية المتقدمة أنه سلم، وأن جبريل رد عليه السلام.
وجمع محققو مسند الإمام أحمد (٢) بين الروايتين بحملهما على التعدد، قالوا:(فالرجل الذي لم يُسمّ لم يسلم على النبي - صلّى الله عليه وسلم -، وأما حارثة فقد سلم عليه - والله أعلم -) اهـ.
وعليه: فهما عندهم اثنان، لا واحد، والأظهر: أنهما قصتان لرجل واحد، وهو: حارثة بن النعمان، سلم في إحداهما، ولم يسلم في الأخرى لما ذكره من علّة.