قال الذهبي في التجريد (١): (ولعل الرواة عنه نحو الألف وخمس مئة، لا يبلغون ألفين أبدًا) اهـ.
* المسألة الثامنة: إفتاؤهم - رضي الله عنهم (٢)
الافتاء إخبار عن الله - عز وجل -، وعن رسوله - صلى الله عليه وسلم - في الحلال، والحرام، وأمره ليس بالأمر الهين ... يقول الشاطبي (٣): (المفتي قائم في الأمة مقام النبي - صلى الله عليه وسلم - ... )، إلى قال:(وعلى الجملة فالمفتي مخبر عن الله كالنبي، وموقع للشريعة على أفعال المكلفين بحسب نظره كالنبي، ونافذ أمره في الأمة بمنشور الخلافة كالنبي، ولذلك سموا أولى الأمر ... ) إلخ. والصحابة - رضى الله عنهم - تحقق عنهم بالتواتر الجدّ في الامتثال، والمتابعة، وكانوا مثالًا حيًا لاتباع العلمِ العملَ ... قال ابن مسعود - رضى الله عنه - (٤): (كنا إذا تعلمنا من النبي - صلى الله عليه وسلم - عشر آيات من القرآن لم نتعلم من العشر التي نزلت بعدها حتى نعلم ما فيه) - يعني: من العلم -. وحفظوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبلغوا عنه، ما علموه، وحفظوه إلى من بعدهم. وكان الناس يتوجهون إليهم للتعلم منهم، وللأخذ عنهم، واستفتائهم ... وحُفظت
(١) [١/ ج] كما في لوائح الأنوار للسفاريني وحاشية محققه (٢/ ٩٣). (٢) وانظر: إعلام الموقعين (٤/ ١١٨ وما بعدها). (٣) الموافقات (٤/ ١٧٨ - ١٧٩). (٤) كما في: السنن الكبرى للبيهقي (٣/ ١١٩ - ١٢٠).