ووجه الثالثة: أنه متمتع أكمل أفعال عمرته فجاز له التحلل دليله إذا لم يسق للهدي.
[المفاضلة بين مكة والمدينة]
٥٢ - مسألة: واختلفت أيما أفضل المقام بمكة أم المدينة؟
فنقل أبو داود عنه أنه قال: المدينة لمن قوى عليها.
ونقل عبد الله عنه، قال النبي ﷺ لمكة: والله إنك لخير أرض الله وأحب البلاد إلى الله ولولا أني أخرجت منك لما خرجت (١). فإن قلنا: المدينة أفضل فوجهه ما روي أبو رافع قال خطب مروان بمكة فذكر فضائلها ولم يذكر المدينة فلما نزل قلت له: أين ذكر المدينة؟ أشهد لسمعت رسول الله ﷺ يقول: المدينة أفضل من مكة (٢)، وروى رافع بن خديج أن النبي ﷺ يقول: اللهم إنهم أخرجوني من أحب البقاع إلي، فأسكني أحب البقاع إليك (٤)، وقوله: أمرت بقرية تأكل القرى، يقولون يثرب وهي المدينة (٥)، ولا معنى لقوله تأكل القرى إلا لرجحان فضلها، لأن رسول الله ﷺ مخلوق منها
(١) سنن الدارمي - كتاب السير - باب إخراج النبي ﷺ من مكة ٢/ ٢٣٩. ومصنف عبد الرزاق - كتاب الحج - باب فضل الحرم ٥/ ٢٧ حديث ٨٨٦٨، وسنن ابن ماجه كتاب المناسك - باب فضل مكة ٢/ ١٠٣٧ حديث ٣١٠٨ وسنن الترمذي - كتاب المناقب - باب فضل مكة ٥/ ٣٨٠ حديث ٤٠١٧. (٢) صحيح مسلم - كتاب الحج - باب فضل المدينة ٢/ ٩٩١ حديث ٤٥٧/ ١٣٦١ عن رافع بن خديج دون قوله: المدينة أفضل مكة". وحديث ١٣٦٣ عن عامر بن سعيد عن أبيه بلفظ: المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون". ومجمع الزوائد - كتاب الحج - باب فضل مدينة سيدنا رسول الله ﷺ ٣/ ٢٩٨ عن رافع بن خديج بلفظ "المدينة خير من مكة". (٣) تقدم في عند قول المؤلف "المدينة أفضل من مكة". (٤) بحثت عنه فلم أجده. (٥) صحيح مسلم - كتاب الحج - باب المدينة تنفي شرارها ٢/ ١٠٠٦ حديث / ١٣٨٢. وصحيح البخاري كتاب الحج - باب فضل المدينة وأنها تنفي الناس ١/ ٣٢١.