حدِّثتُ عن الحسينِ، قال: سمِعتُ أبا معاذٍ يقولُ: ثنا عبيدٌ، قال: سمِعت الضحاكَ يقولُ: المثانى القرآنُ، يَذْكُرُ اللهُ القصةَ الواحدةَ مِرارًا، وهو قولُه: ﴿نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ﴾ (٢).
وأولى الأقوالِ في ذلك بالصوابِ قولُ مَن قال: عنَى بالسبعِ المثانى (٣) السبعَ اللواتى هنَّ آياتُ أمِّ الكتابِ؛ لصحةِ الخبرِ بذلك عن رسولِ اللهِ ﷺ الذي حدَّثنيه يزيدُ بنُ مَخْلَدِ بن خِدَاشٍ الواسطيُّ، قال: ثنا خالدُ بنُ عبدِ اللَّهِ، عن عبدِ الرحمنِ بن إسحاقَ، عن العلاءِ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ، قال: قال رسولُ اللَّهِ ﷺ: "أمُّ القرآنِ السبعُ المثانى التي أُعْطِيتُها"(٤).
حدَّثني أحمدُ بنُ المِقدامِ العِجْليُّ، قال: ثنا يزيدُ بنُ زُرَيعٍ، قال: ثنا رَوْحُ بنُ القاسمِ، [عن العلاءِ](٥)، عن أبيه، عن أبي هريرةَ، أن رسولَ اللَّهِ ﷺ قال لأُبَيٍّ:"إنى أُحِبُّ أَن أُعَلِّمَك سورةً لم ينزِلْ في التوراةِ، ولا في الإنجيلِ، ولا في الزبورِ، ولا في الفرقانِ مثلُها". قال: نعم يا رسولَ اللهِ. قال: إنى لأرْجُو ألا تَخْرُجَ مِن هذا البابِ حتى تَعْلَمَها. ثم أخَذ رسولُ اللهِ ﷺ بيدى يُحَدِّثُنى، فجعَلتُ أتَباطَأُ (٦) مخافةَ أن يَبْلُغَ البابَ قبلَ أن يَنْقضىَ الحديثُ، فلما دنَوتُ قلْتُ: يا رسولَ اللهِ، ما السورةُ التي وعَدْتَنى؟ قال:"ما تَقْرَأُ في الصلاةِ؟ ". فقرَأتُ عليه أمَّ القرآنِ، فقال: "والذي
(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٠٥ إلى المصنف. (٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٠٥ إلى المصنف. (٣) في ص، ت ١، ت ٢: "الآيات". (٤) أخرجه أبو يعلى (٦٥٣١) من طريق خالد بن عبد الله الواسطى به. (٥) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ف. (٦) في ص، ف: "أتباطأه".