تعالى، ولا من جبريل عليه السلام، فالكتاب سُمع منه تبليغً، والسنة تصدر عنه تبيينًا (١) ، وقد قال تعالى آمرًا نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يقول:{وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ}[الأنعام: ١٩] .
٣- أن الله سبحانه وتعالى قد تكفل بحفظ هذا الأصل، كما قال سبحانه:{إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}[الحجر: ٩](٢) ، قال ابن القيم:"والله تعالى قد ضمن حفظ ما أوحاه إليه - صلى الله عليه وسلم - وأنزل عليه؛ ليقيم به حجته على العباد إلى آخر الدهر"(٣) .
٤- أن هذا الأصل هو حجة الله التي أنزلها على خلقه.
قال الشافعي:".........لأن الله جل ثناؤه أقام على خلقه الحجة من وجهين، أصلهما في الكتاب: كتابه ثم سنة نبيه"(٤) .
وقال ابن القيم:"إن الله سبحانه قد أقام الحجة على خلقه بكتابه ورسله، فقال:{تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا}[الفرقان: ١] .
وقال:{وأوحى إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ}[الأنعام: ١٩] . فكل من بلغه هذا القرآن فقد أنذر به وقامت عليه حجة الله به" (٥) .
٥- أن هذا الأصل هو جهة العلم عن الله وطريق الإخبار عنه سبحانه.
قال ابن عبد البر:"وأما أصول العلم فالكتاب والسنة (٦) يوضحه".
٦- أن هذا الأصل هو طريق التحليل، والتحريم، ومعرفة أحكام الله، وشرعه.
قال ابن تيمية: "وأوجب عليهم الإيمان به، وبما جاء به، وطاعته، وأن
(١) انظر: "روضة الناظر" (١/١٧٨) ، "ومختصر الصواعق" (٤٦٣) وانظر (ص١٣٤، ١٣٥) من هذا الكتاب. (٢) قال ابن القيم: "وكل وحي من عند الله فهو ذكر أنزله الله". "مختصر الصواعق" (٤٦٣) . (٣) "مختصر الصواعق" (٤٦٣) وانظر (ص١٣٣) من هذا الكتاب. (٤) "الرسالة" (٢٢١) . (٥) "الصواعق المرسلة" (٢/٧٣٥) . (٦) "جامع بيان العلم وفضله" (٢/٣٣) .