مالكٌ (١)، عن حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عن أنسِ بن مالكٍ، قال: خرَجَ علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:"إنِّي أُرِيتُ هذه الليلةَ في رَمَضانَ، فتَلاحَى رَجُلان، فرُفِعَتْ، فالْتمِسُوها في التّاسعةِ، والسّابعةِ، والخامسةِ".
هكذا روَى مالكٌ هذا الحديثَ، لا خِلافَ عنه في إسْنادِه ومَتْنِه (٢)، وفيه عن أنسٍ: خرَج علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. وإنّما الحديثُ لأنسٍ، عن عُبادَةَ بن الصامِتِ.
حدَّثنا سعيدُ بن نَصرٍ، قال: حدَّثنا قاسمُ بن أصبغَ، قال: حدَّثنا ابنُ وَضَّاح، قال: حدَّثنا أبو بكرٍ بن أبي شيبةَ، قال (٣): حدَّثنا عبدُ الوَهَّابِ، عن حُمَيدٍ (٤)، عن أنسٍ، عن عُبادَةَ، قال: خرَج علينا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يُرِيدُ أن يُخْبِرَ بليلةِ القدرِ، فتَلاحَى رجلان، فقال:"إنِّي خَرَجْتُ [وأنا أُرِيدُ](٥) أن أُخْبِرَكم بليلةِ القدرِ، فتَلاحَى فُلانٌ وفُلانٌ، ولَعَلَّ ذلك أن يكونَ خَيْرًا، فالْتَمِسُوها في التاسعةِ والسابعةِ والخامسةِ"(٦).
قال أبو عُمر: في حديثِ مالكٍ: "فرُفِعَتْ"، وليس في هذا:"فرُفِعَتْ". وهي لَفْظَةٌ محفوظَةٌ عندَ الحُفَّاظِ في حديثِ حُمَيْدٍ هذا، واللهُ أعلمُ، بمعنى ما أرادَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بقولِه ذلك. والأظْهَرُ من مَعانيه أنّه رُفِع عِلْمُ تلك الليلةِ عنه،
(١) الموطأ ١/ ٤٢٩ (٨٩٤). (٢) وممن رواه عن مالك: أبو مصعب الزهري (٨٨٥)، وسويد بن سعيد (٤٥١)، وعبد الله بن مسلمة القعنبي عند الجوهري (٣١٦)، وعبد الرحمن بن القاسم (١٤٨). (٣) المصنف (٨٧٧٤) و (٩٦٠٤). (٤) قوله: "عن حميد" سقط من الأصل. (٥) قوله: "وأنا أريد" من مصنف ابن أبي شيبة. (٦) أخرجه البخاري (٤٩) و (٢٠٢٣) و (٦٠٤٩) من طريق حميد عن أنس، به.