كتاب التمهيد - ابن عبد البر - ت بشار

زيد بن أسلم، مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه - ١١ - ج: 3 - ص: 175

حديثٌ حادي عَشَر لزَيْد بن أسْلَم مسندٌ يجري مجرى المتَّصل

مالكٌ (١)، عن زيدِ بن أسلمَ، عن عطاءِ بن يسارٍ: أنّ معاويةَ بن أبي سفيانَ باعَ سقايةً من ذَهَب أو وَرِقٍ بأكثرَ من وزنِها، فقال له (٢) أبو الدرداء: سمِعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَنْهَى عن مِثْل هذا إلّا مِثْلًا بمِثْلٍ. فقال له معاويةُ: ما أرَى بهذا (٣) بأسًا. فقال أبو الدَّرداء: مَن يَعْذِرُني (٤) من معاوية؟ أنا أُخبرُه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويخبرُني (٥) عن رأيِه! لا أُساكِنُك أرضًا أنت بها (٦). ثم قدِم أبو الدَّرداء على عمرَ، فذكَر ذلك له، فكتب عمرُ إلى معاويةَ: ألّا يَبيعَ ذلك إلّا مِئْلا بمِثْلٍ، وَزْنًا بوَزْنٍ.

قد ذكَرنا أبا الدَّرداءِ عُويمرًا رحِمه اللهُ، في كتاب الصحابة (٧) بما يُغني عن ذكرِه هاهنا، وكذلك ذكَرنا معاويةَ هنالك (٨).

والسِّقايةُ: الإناءُ، قيل: إنّه إناءٌ كالكأس وشِبْهِه يُشرَبُ به. وقال الأخفشُ: السِّقايةُ الإناءُ الذي يُشرَبُ به. وقال أبو عُبيدةَ (٩) في قولِ الله عزَّ وجلَّ: {جَعَلَ

---

(١) الموطأ ٢/ ١٥٩ (١٨٤٨).
(٢) ليست في الموطأ.
(٣) في الموطأ: "بمثل هذا".
(٤) قوله: "من يعذرني" أي: مَن يقوم بعُذري إن كافأته على سوء فعله؛ قاله ابن الجوزي في غريب الحديث له ٢/ ٧٦.
(٥) في خ: "وهو يخبرني" وما أثبتناه من ق وهو الموافق لما في الموطأ.
(٦) في الموطأ: "بأرض أنت بها".
(٧) الاستيعاب في معرفة الأصحاب ٣/ ١٢٢٧.
(٨) المصدر نفسه ٣/ ١٤١٦.
(٩) مجاز القرآن ١/ ٣١٤.