مالكٌ (١)، عن عبدِ الرَّحمنِ بن عبدِ الله بن عبدِ الرَّحمنِ بن أبي صعصعةَ، عن سُليمان بن يَسارٍ، أنَّهُ (٢) قال: دخَلَ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بيت مَيْمُونةَ بنتِ الحارِثِ، فإذا ضِبابٌ فيها بَيْضٌ، ومَعهُ عبدُ الله بن عبّاسٍ، وخالدُ بن الوليدِ، فقال:"من أينَ لكُم هذا؟ " فقالت: أهْدَتهُ إليَّ أُختي هُزَيلةُ بنتُ الحارِثِ. فقال لعبدِ الله بن عبّاسٍ، وخالدِ بن الوليدِ:"كلا". فقالا: ولا تأكلُ يا رسُولَ الله؟ فقال:"إنِّي تحضُرُني من الله حاضِرةٌ". قالت ميمُونةُ: أنسقِيكَ يا رسُولَ الله من لَبنٍ عِندَنا؟ قال:"نعَمْ" فلمّا شرِبَ، قال:"من أينَ لكُم هذا؟ ". فقالت: أهْدَتهُ لي أُختي هُزَيلةُ، فقال رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أرأيتُكِ جارِيَتَكِ التي كُنتِ اسْتَأمرتِني في عِتْقِها، أعْطِيها أُختكِ، وصِلي بها رحِمَكِ تَرْعَى عليها، فإنَّهُ خيرٌ لكِ".
قال أبو عُمر: هكذا قال يحيى: فإذا ضِبابٌ، فيها بَيضٌ. وقال ابنُ القاسم:"فإذا بضِبابٍ، فيها بَيضٌ (٣). وقال القعنبِيُّ، وابنُ نافِع، وابنُ بُكيرٍ، ومُطرِّفٌ: فأُتي بضِبابٍ. قال القَعْنبِيُّ: فيهِنَّ بَيضٌ. وقال غيرُهُ: فيها بَيضٌ.
وقال يحيى: "أرأيتُكِ". وقال غيرُهُ: "أرأيتِ". وقال يحيى: "وصِلي بها رحِمَكِ". وقال غيرُهُ: "وصِلِيها بها تَرْعَى عليها".
والمعاني في ذلك كلِّهِ مُتقارِبةٌ (٤)، وكذلك ألفاظُ الرُّواةِ في "المُوطَّأ" في مُتُونِ الأحادِيثِ مُتقارِبةُ المعاني غيرُ مُتدافِعة.
(١) الموطأ ٢/ ٥٥٩ (٢٧٧٤). (٢) قوله: "أنه" سقط من د ٢. (٣) قوله: "وقال ابن القاسم" إلى هنا لم يرد في د ٢. (٤) زاد هنا في الأصل: "المعاني"، ولا معنى لها.