وأمّا الإقرارُ بالجنَّةِ والنّارِ، فواجِبٌ مُجتَمَعٌ عليه، ألا تَرى أنَّ ذلك مِمّا يُكتَبُ في صُدُورِ الوَصايا، مع الشَّهادةِ بالتَّوحيدِ، وبالنَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وقد قُرِئَتِ:{الْحَيُّ الْقَيُّومُ}[البقرة: ٢٥٥] و"الحيُّ القيّامُ"(٢)، وفي مُصحفِ ابن مَسْعُودٍ:"القيِّمُ"(٣)؟ وكلُّ ذلك حَسَنٌ.
وأمّا قولُهُ:"وإليكَ أنبتُ" فالإنابةُ: الرُّجُوعُ إلى الخَيرِ، ولا يكونُ الرُّجُوعُ إلى الشَّرِّ إنابةً، قال اللهُ عزَّ وجلَّ:{وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ}[الزمر: ٥٤] أي: عُودُوا إلى ما يَرْضَى به عنكُم من التَّوبةِ.
وأمّا قولُهُ:"اللَّهُمَّ لكَ أسلمتُ" فمعناهُ: اسْتَسلمتُ لحُكمِكَ وأمرِكَ، وسلَّمتُ، ورَضِيتُ، وآمنتُ، وصدَّقتُ، واسْتَيقنتُ، والله أعلمُ. وقد مَضَى معنى الإسلام والإيمانِ، في بابِ ابن شِهاب، عن سالِم، والحمدُ لله.
= أبي داود (٧٧١)، والجوهري (٢٤٧)، وعبد الرحمن بن القاسم (١١١)، وعبد الرحمن بن مهدي عند أحمد ٥/ ٢٥ (٢٨١٢)، وقتيبة بن سعيد عند مسلم (٧٦٩)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٨٦٨)، وابن السني (٧٥٨)، ومعن بن عيسى القزاز عند الترمذي (٣٤١٨). (١) في م: "ملك". (٢) انظر: تفسير الطبري ٦/ ١٥٥. (٣) انظر: تفسير البحر المحيط لأبي حيان ٣/ ١٤.