وقال ابنُ مسعُودٍ: لكلِّ شيءٍ ثَمَرةٌ، وثَمَرةُ الصَّلاةِ الدُّعاءُ. وقال أيضًا: لا يَسْمعُ اللهُ دُعاءَ مُسمِّع، ولا مُراءٍ، ولا لاعِبٍ (١).
وقال يزيدُ الرَّقاشيُّ: الدُّعاءُ المُسْتجابُ: الذي لا تُخرِجُهُ الأحزانُ، ومِفتاحُ الرَّحمةِ: التَّفرُّخُ.
وقد قالوا: إنَّ الله يُحِبُّ أن يُسألَ، ولذلكَ أمرَ عِبادهُ أن يَسْألُوهُ من فضلِهِ، وقالوا: لا يصلُحُ الإلحاحُ على أحَدٍ، إلّا على الله عزَّ وجلَّ.
وقال مُوَرِّقٌ العِجليُّ (٢): دعوتُ ربِّي في حاجَةٍ عِشرينَ سنَةً، فلم يَقْضِها لي، ولم أيْأسْ منها.
ورُوي عن أبي جعفرٍ محمدِ بن عليٍّ (٣) وعنِ الضَّحّاكِ، أنَّهُما قالا - في قولِهِ تعالى:{قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا}[يونس: ٨٩]-: كان بينهُما أربعُونَ سنةً. وقال ابنُ جُريْج: يقالُ: إنّ فرعونَ مَلَك بعدَ هذه الآية أربعينَ سنة.
(١) أخرجه أحمد في الزهد، ص ١٥٩ (٨٦٥)، والبخاري في الأدب المفرد (٦٠٦)، والبيهقي في شعب الإيمان ٢/ ٥١ (١١٣٧). (٢) في ر ١: "مرزوق". وفي م: "مروق". وكلاهما تحريف. وهو أبو المعتمر مورق بن مشمرج بن عبد الله العجلي البصري. انظر: الإكمال لابن ماكولا ٧/ ٢٣٢، وتهذيب الكمال ٢٩/ ١٦، وتوضيح المشتبه لابن ناصر ٨/ ٣٠٤. (٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٩٨٠ (١١٣٥٢) من طريق سعد بن طريف، عن محمد بن علي بن حسين، به. إلا أنه ورد فيه: "أربعين يومًا". ونصه: عن محمد بن علي بن حسين، في قوله: {قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا} قال: قال ذلك، ثم أخذ فرعون بعد ذلك بأربعين يومًا.