٣ - قوله:"هذاذيك": من الهذ -بالذال المعجمة وهو الإسراع في القطع، وقال الأصمعيّ: تقول للنَّاس إن أردت أن يكفوا عن الشيء: هجاجيك وهذاذيك على تقدير الاثنين، قوله:"وَخْضًا" بفتح الواو وسكون الخاء وبالضاد المعجمتين، قال ابن فارس: الوخض: الطعن غير جائف، يقال: وخضه بالرمح (١)، وقال ابن يعيش: الوخض: الطعن الجائف (٢)، وقال [ابن النحاس](٣) في شرح أبيات الكتاب: الوخض بالتحريك (٤).
٤ - قوله:"إلى عاصي العروق" بالعين والصاد المهملتين (٥)، قال الجوهري: العاصي: العرق الذي لا يرقأ، ويجمع على عواص (٦)، قوله:"النحضا" بفتح النُّون وسكون الحاء المهملة ثم ضاد معجمة، وهو اللحم المكتنز كلحم الفخذ، وكذلك النحضة.
وحاصل المعنى: يمضي الطعن والضرب في اللحم إلى العروق العاصية.
الإعراب:
قوله:"ضربًا": نصب على المصدر، والتقدير: نضرب ضربًا، وقوله:"هذاذيك": نصب على المصدر -أَيضًا، وهو بدل من الأول وثني للتكرار (٧)، كأنه يقطع الأعناق بضربه ويبلغ الأجواف بطعنه، قوله:"وطعنًا": عطف على قوله: "ضربًا" أي: يطعن طعنًا، قوله:"وَخْضَا" صفة لقوله: "طعنًا".
الاستشهاد فيه:
في قوله:"هذاذيك" فإنَّه مصدر قصد من تثنيته التكرار، وأنه شيء يعود مرة بعد مرة، فليس المراد منه شيئين فقط؛ كما تقول: ادخلوا الأول فالأول، والغرض أن يدخل الجميع، وجئت بالأول فالأول، حتَّى يعلم أنَّه شيء بعد شيء، ومنه يقال: جاء القوم رجلًا فرجلًا على
(١) معجم مقاييس اللغة (٦/ ٩٤). (٢) ينظر ابن يعيش (١/ ١١٩). (٣) ما بين المعقوفين سقط في (أ). (٤) شرح النحاس (١٥٢). (٥) في (أ): بالعين والصاد المهملتين. (٦) الصحاح مادة: "غضى". (٧) في (أ): للتكثير.