عن مالك أنه كان (١) يقرأ بما شاء من القرآن في ذلك، وصحح ابن العربي الأول (٢) إذا انفرد، قال: وأما إن كانت له صلاة فليجعل وتره من صلاته وليكن ما قرأ (٣) فيه (٤) من حزبه. قال (٥): ولقد انتهت الغفلة بقوم يصلون التراويح ثم يوترون بهذه السورة، والسنة أن يكون وتره من حزبه (٦).
قوله:(وَفِعْلُهُ لِمُنْتَبِهٍ آخِرَ اللَّيْلِ) أي: وندب فعل الوتر آخر الليل لمن ينتبه وإلا قدمه (٧)؛ لأنَّ في نومه قبله تغريرًا بالوتر، وهكذا قال ابن يونس (٨).
قوله:(وَلم يُعِدْهُ (٩) مُقَدِّمٌ ثم صلى (١٠)) يريد أن من قدم وتره أول الليل ثم تنفل بعده لَمْ يعده؛ لقوله - عَلَيْهِ السَّلَام -: "لَا وِتْرَانِ فِي لَيْلَةٍ"(١١). وهو المشهور، وقيل: يوتر لقوله - عَلَيْهِ السَّلَام -: "اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُم بِاللَّيْلِ (١٢) وِتْرًا"(١٣).
= ١٤٢٤، والترمذي: ٢/ ٣٢٥، في باب ما جاء فيما يقرأ به في الوتر، من أبواب الوتر، برقم: ٤٦٢، وابن ماجة: ١/ ٣٧١، في باب ما جاء فيما يقرأ في الوتر، من كتاب إقامة الصلاة، برقم: ١١٧٣. قال ابن الملقن: "حسن ... ، وأما حديث ابن عباس فرواه أحمد، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة بإسناد صحيح عنه: "أنه - عَلَيْهِ السَّلَام - كان يقرأ في الوتر بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} و {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} في ركعة ركعة"، انظر: البدر المنير في تخريج الشرح الكبير: ٤/ ٣٣٢. (١) قوله: (كان) زيادة من (ن ٢). (٢) في (ن ٢): (الأولى). (٣) في (ز ٢): (قرأه). (٤) قوله: (ما قرأ فيه) يقابله في (ن): (وتره). (٥) زاد بعده في (ن): (أشهب). (٦) انظر: التوضيح: ٢/ ١٠٥. (٧) في (ن ٢): (قدم). (٨) في (س): (يعد)، انظر: الجامع، لابن يونس، ص: ٧٢٣. (٩) قوله: (ثم صلى) زيادة من (ن ٢). (١٠) قوله: قوله: (ثمَّ صَلَّى) يعني ... لَمْ يعد الوتر) ساقط من (س). (١١) سبق تخريجه. (١٢) قوله: (بالليل) ساقط من (ز)، وفي (ز ٢): (من الليل) وهي رواية مسلم. (١٣) متفق عليه، أخرجه البخاري: ١/ ٣٣٩، في باب ليجعل آخر صلاته وترًا، من كتاب الوتر، برقم: ٩٥٣، ومسلم: ١/ ٥١٧، في باب صلاة الليل مثنى مثنى والوتر ركعة من آخر الليل، من كتاب صلاة المسافرين وقصرها، برقم: ٧٥١. من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -.