قوله:(وَسِرٌّ) أي: وكذلك من سننها السر فيما يسر فيه كأن يسمع نفسه فقط، وكذلك لو (٢) حرك لسانه بالقراءة ولو لم (٣) يسمع نفسه.
قوله:(بِمَحَلِّهِمَا) أي: بمحل الجهر والسر، يريد أن الجهر سنة في محل (٤) الجهر، والسر سنة في محل السر (٥).
قوله:(وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ، إِلا الإِحْرَامَ) اختلف في التكبير ما عدا تكبيرة الإحرام، فقيل: جميعه (٦) سنة واحدة، نقله ابن زرقون عن الأبهري، قال: وهو الصواب وعليه جماعة الفقهاء بالأمصار (٧). اللخمي: وقيل هو فضيلة (٨). ابن رشد: وقيل التكبيرة الواحدة سنة.
قوله:(وَسَمِعَ اللهُ، لَمِنْ حَمِدَهُ لإِمَامٍ وَفَذٍّ) أي: هو سنة للإمام والفذ؛ لقوله - عليه السلام -: "إِذَا قَالَ الإِمَامُ سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ"(٩)، والفذ كذلك إلا أنه يستحب له أن يقول معها: ربنا ولك الحمد.
قوله:(وَكُلُّ تَشَهُدٍ، وَالْجُلُوسُ الأَوَّلُ) قال المازري: وروي (١٠) عن مالك وجوب
(١) انظر: الذخيرة: ٢/ ٢٠٨. (٢) في (ن): (إن). (٣) قوله: (ولو لم) يقابله في (ز): (ولم). (٤) في (ن): (موضع). (٥) في (ن): (موضع). (٦) في (ن): (جميعها). (٧) قوله: (الفقهاء بالأمصار) يقابله في (ن): (فقهاء الأمصار). (٨) انظر: التبصرة، للخمي، ص: ٤١٦. (٩) متفق عليه، أخرجه البخاري: ١/ ٢٧٤، في باب فضل اللَّهم ربنا ولك الحمد، من كتاب صفة الصلاة، برقم: ٧٦٣، ومسلم: ١/ ٣٠٦، في باب التسميع والتحميد والتأمين، من كتاب الصلاة، برقم: ٤٠٩، ومالك: ١/ ٨٨، في باب ما جاء في التأمين خلف الإمام، من كتاب الصلاة، برقم: ١٩٧. من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -. وتمامه: "إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا اللَّهم ربنا لك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه". (١٠) قوله: (وروي) ساقط من (ن).