إليّ الحسن برنسًا مطوّسًا كان لأخيه سعيد بن أبى الحسن لما مات أن أبيعه، وكان اغتمّ عليه غمًّا شديدًا، قال: فذهبتُ به فلم أُعْطَ به إلا أربعة وعشرين درهما، قال: قلتُ له: أفأشتريه أنا؟ قال: أنت أعلم ولكنى أحبّ أن لا أراه عليك، قال: قلت: إذا جئتك لم ألبسه، قال: فلبستُه وأتيتُ مسجد بني عديّ فصلّيتُ فيه فأرْسَلَتْ إليّ امرأةٌ من بنى عديّ فقالت: ابن عون ألا أراك تلبس مثل هذا، قال: وقع في نفسى من ذلك شئ فأتيتُ محمّد بن سيرين فذكرتُ ذلك له فقال: أقرِئْها منى السلام، وأبْلِغْها أن الرجل من أصحاب النّبىّ، - صلى الله عليه وسلم -، قد كان يشترى الحُلّة بألف درهم فيلبسها ولكنّه كان لا يلبسها إلا للصلاة، قالوا: وكان سعيد بن أبى الحسن مات قبل سنة المائة.
* * *
٣٨٨٥ - جابر بن زيَد الأزديّ
ويكنى أبا الشعثاء.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا خالد بن يزيد الهَدَادىّ (١) عن حيّان الأعرج أو صالح الدهّان في حديث رواه أنّ جابر بن زيد كان أعور.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدّثنا حَمّاد بن زيد عن محمد (٢) بن فَضاء عن إياس قال: أدركتُ البصرة ومفتيهم رجل من أهل عمان جابر بن زيد.
قال سفيان عن عمرو قال: ما رأيتُ أحدا أعلم من أبى الشعثاء.
قال: وقال سفيان عن عمرو عن عطاء قال: سمعتُ ابن عبّاس يقول: لو نزل أهل البصرة عند قول جابر بن زيد لأوسعهم عمّا في كتاب الله علمًا (٣).
٣٨٨٥ - من مصادر ترجمته: تهذيب الكمال ج ٤ ص ٤٣٤، وسير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٤٨١. (١) بفتح وتخفيف قيده صاحب التقريب. (٢) ث، ل "خالد بن فضاء" وقد اتبعت ما ورد بحواشى ل، وجاء بالتقريب والمشتبه أيضًا: محمد بن فضاء، فقط" ولدى المزى ج ٢٦ ص ٢٧٧ "محمد بن فضاء -أخو خالد بن فضاء- روى عنه حماد بن زيد". (٣) المزى ج ٤ ص ٤٣٥.