قال: أخبرنا حَفْص بن غِياث النَّخَعِيّ، عن أشعث، عن أَبِي بُرْدَة بن أبي موسى قال: قدمت المدينة فأتيت عبد الله بن سَلَام، فإذا رجلٌ مُتخشعٌ فجلست إليه فقال: يابن أخي إنك جلست إلينا وقد حان قيامُنا فتأذَن؟
قال: أخبرنا الفَضْل بن دُكَين، قال: حدّثنا حَفْص بن غِيَاث، عن أشعث، عن أَبِي بردة، قال: أتيت المدينة فإذا عبد الله بن سَلَام جالس في حلقة متخشِّعًا عليه سيماء الخير، قال: يا أَخِي جئتَ ونحن نُريد القيام. قال: فأذنتُ له أو قال: أو قلتُ إِذَا شئتَ فقام فاتَّبعتُهُ حتى انتهيت إلى منزله. قال: مَنْ أنت؟ قلت أنا ابن أخيك، أنا أبو بُرْدَة بن أَبِي موسى قال: فرحّب بِي، وَسَأَلَني، وسقاني قدحًا من سويق فشربته. ثم قال: إنكم بأرض الريف، وإنكم تُسالفون الدهاقين، فَيُهدون لكم حُمْلان (١) القَتِّ والدَواخِل (٢)، فلا تقربوها فإنها نارٌ (٣).
قال قالوا: وتوفي عبد الله بن سَلَام بالمدينة سنة ثلاث وأربعين في خلافة معاوية بن أبي سفيان (٤).
* * *
١٠٠٨ - كَعْبُ بنُ عُجْرَةَ
قال عبد الله بن محمد بن عُمَارة الأَنْصاري: هو من بَلِيِّ قُضَاعَةً حليفٌ لبني قَوْقَل من بني عوف بن الخزرج. وقال هشام بن محمد السائِب: هو كعب بن
(١) كذا في مختصر تاريخ دمشق وسير أعلام النبلاء. وفي الأصل "حملات". والحملان: ما يحمل عليه من الدواب في الهبة خاصة. (٢) الدواخل: جمع دوخلة، زنبيل من خوص يجعل فيه التمر والرطب. (٣) مختصر تاريخ دمشق ج ١٢ ص ٢٥٣، وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٤٢٣. (٤) مختصر تاريخ دمشق ج ١٢ ص ٢٥٣. ١٠٠٨ - من مصادر ترجمته: تهذيب الكمال ج ٢٤ ص ١٨٠، وسير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٥٢، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور ج ٢١ ص ١٧٦.