قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني عبد الرحمن بن الحارث بن عبيد عن جده عن أبي رُهْم الغِفَاريّ، قال: لما نزلوا الأَبْواء - يعني وهم يُريدون الحُدَيْبِية - أهدى أَيْما بن رَحَضَةَ جُزُزًا [و] مائةَ شاة، وبعث بها مع ابنه خُفاف بن أَيْما وَبَعِيرَيْن يحملان لبنًا، فانتهى به إلى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إنّ أَبِي أرسلني بهذه الجُزُر واللبن إليك. فقال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: مَتَى حللتم مَا هَا هُنا (١)؟ قال: قريبًا، كان ماءٌ عندنا قد أجدب فسُقنا ماشيتنا إلى ماءٍ ها هنا. فقال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: فكيف البلاد ها هنا؟ قال: يتغَذّى بعيرها، وأما الشاة فلا تُذْكَر - أي في الشبع - فَقَبِل رسولُ الله، - صلى الله عليه وسلم -، هَدِيَّتَه، وأمر بالغنم تُفرق في أصحابه، وشربوا اللبن عُسًّا عُسًّا (٢) حتى ذهب [اللبن] وقال: بارك الله فيكم (٣)!
قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثني سعيد بن عطاء بن أَبِي مَروان الأَسْلَمِيّ، عن أبيه، عن جدّه، أن رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، لما أراد أن يغزو مكة، بعث أَيْما بن رَحَضَةَ وَأَبَا رُهْم كُلثوم بن الحُصَين إلى بَنِي غِفار وَضَمْرَة، يأمرانهم أن يقدموا عليه المدينة. قال محمد بن عمر: وكان إسلام أَيْما بن رَحَضَةَ قريبًا من الحُدَيْبِيَة، وكان يسكن غَيْقَةَ، ويأتي المدينة كثيرًا ويرجع إلى غَيْقَةَ، وَغَيْقَةُ: بين الفرع والسقيا (٤).
* * *
٧٦٦ - وابنه: خُفَافُ بن أَيْمَا
ابن رَحَضَةَ.
قال: أخبرنا مَعْنُ بن عيسى، قال: حدّثنا مالك بن أنس، عَنْ زيد بن أسلم،
= والمثبت لدى ابن ناصر الدين في توضيح المشتبه، وابن حجر في تبصير المنتبه وانظر أيضًا: ابن الأثير في أسد الغابة. (١) لدى الواقدي الذي ينقل عنه المصنف "متى حللتم ها هنا؟ ". (٢) العُسُّ: القدح الكبير. (٣) الخبر بسنده ونصه لدى الواقدي وما بين الحاصرتين منه. (٤) الواقدي ص ٧٩٩. ٧٦٦ - من مصادر ترجمته: الإصابة ج ٢ ص ٣٣٥.