قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني عمار بن عبد الله بن عَبْس (١) الدئلى عن عروة بن أُذَيْنَة الليثى قال: قدم وفد عَبس وهم تسعة فنزلوا دار رملة بنت الحَدَث، فأخبر بهم رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فأرسل إليهم بضيافة وحباهم، ثم راحوا إلى المسجد فجلسوا مع رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وراحُوا وَغَدَوا، فبلغ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أن عيرًا لقريش أقبلت من الشام، فبعثهم في سرية وعقد لهم لواء، فقالوا: يا رسول الله، كيف تَقْتَسِمُ (٢) غنيمة أن أصبناها ونحن تسعة فقال: أنا عاشركم وجعل شعارهم عشرة، قال: وجعلت الولاة اللواء الأعظم لواء الجماعة والإمام لبنى عبس ليست لهم راية (٣).
قال: أخبرنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه قال: كان تسعة نفر من بني عبس قدموا على رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال: أبغونى عاشرًا أعقد لكم، فأدخلوا طَلحة بن عبيد الله التيمى معهم، فَعَقَدَ لهم وجعل شِعارهم عشرة فحتى اليوم شعار بني عَبْس عشرة (٤).
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني عبد الله بن وابصة العبسى عن أبيه عن جَده قال: جَعل رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، شعار بني عبس عشرة، وأوصى أبو بكر وعمر أمراء المسلمين بالشام إذا حضرت بنو عبس ولحم الأمر دفع إليهم اللواء الأعظم (٥).
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني سعيد بن بَشِير قال: حدثنى من سمع عطية بن قيس قال: كان إذا حضر القتال تجئ بنو عبس حتى يأخذوا اللواء لا ينازعهم فيه أحد.
* * *
= المشددة، ومثله لدي الكلبي في جمهرة النسب ص ٤٤٨ - ٤٤٩، ولدى ابن الأثير في أسد الغابة ج ٦ ص ٧٥ "شبّة". (١) كذا ذكره المصنف في وفد عبس وفى الأصل هنا "عبيس". (٢) اقْتَسَمَ القومُ الشئَ بينهم: أخذ كل منهم نصيبه منه. (٣) أورده المصنف بسنده ونصه في وفد عَبْس. (٤) الكلبي جمهرة النسب ص ٤٥٠ وقد أورده المصنف في وفد عبس. (٥) شبيه به ما أورده المصنف في وفد عبس.