حديث سفيان الثوري، قاله الإمام أحمد - وتقدم -. وحديثه هذا عن سفيان! وأبو إسحاق - في الإسناد - هو: عمرو بن عبد الله السبيعي، مدلس، لم يصرح بالتحديث. واختلط بأخرة، لكن سفيان من قدماء أصحابه (١)، وخولف في إسناده، ومتنه ... فرواه (٢): الإمام أحمد، والبزار، وغيرهما من طريق إسرائيل بن يونس عن أبى إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي بن أبي طالب به، بنحوه، مطولًا، وفي أوله: بات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو ربه - عز وجل -، ويقول:(اللهم إنك إن تهلك هذه الفئة لا تعبد). ولم يصرح أبو إسحاق بالتحديث من هذا الوجه - أيضًا -، وسماع إسرائيل منه بأخرة.
* وتقدمت قصة الأسر - آنفًا قبل هذا الحديث - من طرق حسنة لغيرها، باجتماعها في حديث ابن عباس - رضى الله عنهما -، وفيها أن الذي أسره كعب بن عمرو، وسأله النبي - صلى الله عليه وسلم - في قصة أسره له، فقال: لقد أعانني عليه رجل، ما رأيته بعد، ولا قبل، هيئته كذا، هيئته كذا. فقال:(لقد أعانك عليه ملك كريم)، وهذا المعروف، وأما حديث أبي إسحاق السبيعى - من الروايتين عنه - من قول العباس: منكر. وما ذكره الرسول - صلى الله عليه وسلم - من تأييد الملك لكعب بن عمرو، في حديث أبي إسحاق - من الطريقين - محتمل للتحسين، فهذا القدر منه: حسن لغيره - والله الموفق -.
(١) انظر: التهذيب (٨/ ٦٤)، وهدي الساري (ص / ٤٥٣). (٢) هذا الحديث تقدم، ورقمه / ١٤٧.