ووكيع قدمه يحيى بن معين في الثوري على ابن مهدي، ويحيى بن سعيد (١)، وذكر صالح بن الإمام أحمد (٢) عن أبيه قال: (عبد الرحمن بن مهدي أقل سقطًا من وكيع في سفيان، قد خالفه وكيع في ستين حديثًا من حديث سفيان، وكان عبد الرحمن يجيء على ألفاظها)، وقال ابنه عبد الله (٣): (وكان عبد الرحمن بن مهدي عند أبي أكثر إصابة من وكيع) - يعني: في حديث سفيان خاصة -.
ووافق الإمام أحمد في تقديم ابن مهدي على وكيع في حديث سفيان - أيضًا - أبو حاتم، قال ابنه (٤): سمعت أبي يقول وقيل له: قال يحيى بن معين: (وكيع أحب إلي في سفيان من عبد الرحمن بن مهدي فأيهما أحب إليك؟ قال: عبد الرحمن ثبت، ووكيع ثقة). قال ابن رجب (٥) - معلقًا -: (وهذا الكلام يدل على ترجيح عبد الرحمن عند أبي حاتم) اهـ.
وعلى هذا فالمختار في حديث سفيان الثوري: رواية عبد الرحمن بن مهدي عنه به، موصولًا - والله تعالى أعلم -.
١٦٥٩ - [٢٣] عن عائشة - رضى الله عنها - قالت: ما أحد من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا ولو شئت لقلت فيه ما
(١) انظر: تأريخ الدارمي عنه (ص ٦١/) ت/ ٩١، ٩٠. (٢) كما في: شرح العلل لابن رجب (٢/ ٧٢٤). (٣) العلل - من روايته - (١/ ٤٢٧) رقم النص/ ٩٤٠. (٤) الجرح والتعديل (١/ ٢٣١). (٥) شرح العلل (٢/ ٧٢٥).