كتاب الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة

المطلب الأول: من عرفوا بأعيانهم - القسم الثالث والأربعون: ما ورد في فضائل حارثة بن النعمان الأنصاري رضي الله عنه - ج: 7 - ص: 482

فحديث ابن عقبة عن الزهري عند البخاري، والنسائى (١)، وقال ابن معين (٢): (كتاب موسى بن عقبة عن الزهري من أصح هذه الكتب) - يعني: كتب المغازي -.

١٣٤٨ - [٣] عن ابن عباس - رضى الله عنهما - قال: مر حارثة بن النعمان على رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -، ومعه جبريل يناجيه، فلم يسلم عليه، فقال جبريل: أما إنه لو سلم رددت عليه، أما إنه من الثمانين. فقال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: (وَمَا الثَّمَانُوْن)؟ قال: تفرق الناس - أحسبه قال: بحنين (٣) - غير ثمانين، فجعل رزقهم، ورزق أولادهم على الله في الجنة. فلما رجع حارثة سلم، فقال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -: (أَلا سَلَّمْتَ حينَ مَرَرْتَ)، قال: رأيت معك إنسانًا، فكرهت أن أقطع عليك حديثك. قال: (رَأَيْتَه)؟ قال: (ذَاكَ جبْرِيْل، وَلَقَدْ قَالَ: لَوْ سَلَّمَ لَرَدَدْتُ عَلَيْه. ثُمَّ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ مِنَ الثَّمَانيْن. قلْتُ: وَمَا الثمَانُونْ. قَالَ: تَفرَّقَ النَّاسُ عَنْكَ، وَصَبَرُوْا مَعَكَ، فَجُعَلَ رِزْقَهُمْ، وَرِزْقُ أَوْلادِهِمْ عَلَى الله فِي الجَنَّة).

رواه: البزار (٤) - وهذا لفظه - عن محمود بن بكر بن عبد الرحمن عن أبيه عن عيسى بن المختار، ورواه (٥) - أيضًا -: عن عبد الله بن أحمد،

---

(١) انظر: تهذيب الكمال (٢٩/ ١١٦ - ١١٧).
(٢) كما في: المصدر المتقدم (٢٩/ ١٢٠).
(٣) وقع في بعض طرقه عند البزار: (يجنين)، وهو تحريف.
(٤) كما في: كشف الأستار (٣/ ٢٦١ - ٢٦٢) ورقمه / ٢٧١٠.
(٥) كما في: المصدر نفسه (٣/ ٢٦٢) ورقمه / ٢٧١١.