أعرابيٌّ (١)، فقال: ألا تنجز لي ما وعدتني (٢)؟ فقال له:(أبشِر)، فقال: قد أكثرت عليّ من: (أبشر)، فأقبل على أبي موسى، وبلال - كهيئة الغضبان -، فقال:(رَدَّ البُشْرَى، فاقبَلا أنتُمَا)، قَالا: قبلنا.
ثم دعا بقدح (٣) فيه ماء فغسل يديه، ووجهه فيه، ومج (٤) فيه، ثم قَال:(اشْرَبَا مِنْه، وأفْرِغَا علَى وجُوهِكمَا، ونُحُورِكمَا، وَأبشِرَا)، فأخذا القدح، ففعلا، فنادت أم سلمة - من وراء الستر - أن أفضلا لأمكما، فأفضلا لها منه طائفة.
= وبها قسم الغنائم ... انظر - مثلا -: سيرة ابن هشام (٤/ ٤٩٤ وما بعدها)، وأخبار مكة للفاكهي (٥/ ٦٢)، ومعجم ما استعجم (٢/ ٣٨٤)، والمعالم الأثيرة لمحمد شراب (ص/ ٩٠). (١) لم أقف على تسميته ... وانظر: الفتح (٧/ ٦٤٣)، وتنبيه المعلم (ص/ ٤١٩) رقم / ١٠٢٨. (٢) أي: ألا توفي لي. - انظر: لسان العرب (حرف: الزاي، فصل: النون) ٥/ ٤١٣. وهذا الوعد يحتمل أن يكون خاصًا به، ويحتمل أن يكون عامًا، وكان طلبه أن يعجل له نصيبه من الغنائم، فإنه - صلى الله عليه وسلم - أمر أن تجمع غنائم حنين بالجعرانة، وتوجه هو بالعساكر إلى الطائف، فلما رجع منها قسم الغنائم، فلهذا ففي كثير ممن كان حديث عهد بالإسلام استبطاء الغنيمة، واستنجاز قسمتها. - انظر: الفتح (٧/ ٦٤٣). (٣) القدح: إناء يروي الإثنين والثلاثة، وأكثر ما يكون من الخشب، مع ضيق فمه. - انظر: غريب الحديث للخطابي (١/ ٥٠٨)، والفتح (١/ ٣٦١). (٤) أي: صب، وقيل: لا يكون مجًا حتى يباعد به. - انظر: النهاية (باب: الميم مع الجيم) ٤/ ٢٩٧.