والحديث من أحد الإسنادين - إن لم يثبت من طرق أخرى أنهما محفوظان جميعًا - تقدم له شاهد بمعناه من حديث أبي برزة - رضي الله عنه - عند مسلم في صحيحه، فهو به: حسن لغيره - والله أعلم -.
٥٥٧ - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى حي من العرب يدعوهم إلى الإسلام، فلم يقبلوا الكتاب، ورجعوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبروه، فقال:(أمَا إنِّي لَو بعثتُ به إلى قومٍ بشطِّ عُمَانَ مِنْ أزدِشنوءةَ، وأسلمَ لقَبِلُوه)، ثم بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الجلند (١) يدعوه إلى الإسلام، فأسلم.
رواه: الطبراني في الأوسط (٢) عن محمد بن هارون عن سليمان بن عبد الرحمن عن عمر بن صالح الأزدي عن أبي جمرة نصر بن عمران عنه به ... وقال - وقد ذكر غيره -: (لم يرو هذين الحديثين عن أبي جمرة إلا عمر بن صالح) اهـ، وعمر بن صالح هو: أبو حفص البصري، منكر الحديث، تركه غير واحد، وأورد الذهبي في الميزان (٣) حديثه هذا فيما أنكره عليه. ويرويه عنه: سليمان بن عبد الرحمن، وهو: ابن عيسى الدمشقي، قال ابن حجر:(صدوق يخطئ) ... والحديث ضعيف جدًّا، لحال شيخه.
(١) هكذا، وفي الإصابة (١/ ٢٦٢) ت/ ١٣٩٥: (الجلندي - بضم أوله، وفتح اللام، وسكون النون، وفتح الدال - ملك عمان ... ). (٢) (٧/ ٤١٤) ورقمه/ ٦٨٠٥. (٣) الحوالة المتقدمة عليه نفسها.