حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ [١] قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ [٢] قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ صَالِحٍ [٣] عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ فَذَكَرَ مِثْلَهُ.
حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ وَابْنُ بُكَيْرٍ قَالا: ثَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنَا عُقَيْلُ [٤] عَنِ ابْنِ شهاب أن ابا إدريس الخولانيّ (٩٩ أ) أَخْبَرَهُ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ عُمَيْرَةَ- كَانَ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذٍ- أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ لَا يَجْلِسُ مَجْلِسًا لِلذِّكْرِ إِلَّا قَالَ حِينَ يَجْلِسُ فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَزَادَ.
قَالَ يَزِيدُ: فَلَبِثْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ قَدِمْتُ الْكُوفَةَ وَطَفِقَ قُرَّاءٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يَقُولُونَ: يَا أَخَا أَهْلِ الشَّامِ أَتَشْهَدُ أَنَّكَ مُؤْمِنٌ؟ فَأَقُولُ: نَعَمْ.
فَيَقُولُونَ: أَتَشْهَدُ أَنَّكَ فِي الْجَنَّةِ؟ فَأَقُولُ: إِنِّي أَخْشَى الذُّنُوبَ.
فَيَقُولُونَ: فَنَحْنُ نَشْهَدُ أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْجَنَّةِ. فَبَلَغَ الْأَمْرُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، فَمَرَرْتُ بِهِ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالُوا: هَذَا الشَّامِيُّ الَّذِي ذَكَرْنَا لَكَ.
فَأَرْسَلَ إِلَيَّ ابْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ: أَتَشْهَدُ أَنَّكَ مُؤْمِنٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فَتَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ فَقُلْتُ: إِنِّي أَخَافُ الذُّنُوبَ. فَتَبَسَّمَ عَبْدُ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ:
لَو شَهِدْتُ أَنِّي مُؤْمِنٌ مَا بَالَيْتُ ان أشهد أني في الجنة. قال: قُلْتُ: يَغْفِرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَكَ هَذَا مَا كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يُحَذِّرُنَا مِنْ أَمْثَالِكَ. قَالَ: وَمَا حَذَّرَكُمُوهُ؟ قَالَ: حَذَّرَنَا زَيْغَةَ الحكيم فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة عَلَى فَمِ الْحَكِيمِ، وَيَقُولُ الْمُنَافِقُ كَلِمَةَ الْحَقِّ، ثم قال له: اذمم نفسك فو الله مَا أَنْتَ إِلَّا أَحَدُ الثَّلَاثَةِ، مُؤْمِنٌ أَوْ كافر أو منافق. قال:
[١] ابو جعفر العابد الطوسي (تهذيب التهذيب ٩/ ٤٧٢) .[٢] يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري.[٣] صالح بن كيسان.[٤] عقيل بن خالد الأيلي.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute