ما زال السياق الكريم في تذكير اليهود٤ بما كان لأسلافهم من خير وغيره والمراد هدايتهم لو كانوا يهتدون، فقد ذكرهم في الآية (٨٣) بما أخذ الله تعالى عليهم في التوراة من عهود ومواثيق على أن يعبدوا الله وحده ولا يشركوا في عبادته سواه. وأن يحسنوا للوالدين ولذي
١ أي: باعوا آخرتهم بدنياهم فخسروا خسراناً عظيماً بحقارة الدنيا، وعظم الآخرة، والاشتراء في الآية بمعنى: الاستبدال، استبدلوا الآخرة فلم يعملوا لها بالدنيا حيث قصروا أعمالهم على تحصيلها. ٢ هذا الميثاق تضمنه الوصايا العشر المنزلة على موسى عليه السلام، أو على الأقل بعضه والبعض الآخر تضمنه ما أخذ عليهم عند رفع الطور عليهم لما رفضوا الالتزام بما في التوراة. ٣ قوله تعالى في الآية: {تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ} ، وقوله: {تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ} ليس معناه أن أحدهم يقتل نفسه ويسفك: أي يسيل دمه، وإنما لا يسفك بعضكم دم بعض، ولا يقتل بعضكم بعضاً؛ لأنكم أمة واحدة. ٤ هم يهود المدينة، وهم ثلاث طوائف: بنو قينقاع، وبنو النضير، وقريظة.