بعدما يبين تعالى بداية أمر الإنسان في حياته ومعاشه فيها ذكر تعالى معاده ومآله فيها فقال عز من قائل {فَإِذَا جَاءَتِ١ الصَّاخَّةُ} وهي القيامة ولعل تسميتها بهذا الاسم الصاخة نظرا إلى نفخة الصور التي تصخ الأذن أي تصمها بمعنى تصيبها بالصمم لشدتها. وهي النفخة الثانية وقوله تعالى {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ٢ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ} أي زوجته {وَبَنِيهِ} وهؤلاء أقرب الناس إليه
١ الفاء للتفريع هذا الكلام متفرع على ما قبله كما في التفسير أنه بعد أن ذكر الإنسان بمبدأ خلقه ومنتهى حياته في الدنيا فرع على ذلك بيان حياته الآخرة ومصيره فيها. ٢ قال بعضهم أول من يفر يفر قابيل من أخيه هابيل، وقال الحسن أول من يفر يوم القيامة إبراهيم يفر من أبيه ونوح من ابنه ولوط من امرأته.