تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين} {وقاسمهما} أي حلف لهما أنه ناصح١ لهما وليس بغاش لهما، {فدلاهما بغرور} وخداع حتى أكلا {فلما ذاقا الشجرة بدت ... } أي ظهرت لهما سوءاتهما٢ حيث انحسر النور٣ الذي كان يغطيهما، فجعلا يشدان من ورق الجنة على أنفسهما ليستر عوراتهما، وهو معنى قوله تعالى {وطفقا يخصفا عليهما من ورق الجنة} وعندئذ ناداهما ربهما سبحانه وتعالى، قائلاً: ألم أنهكما عن هذه الشجرة وهو استفهام تأديب وتأنيب، {وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين} فكيف قبلتما نصحه وهو عدوكما.
هداية الآيات
من هداية الآيات:
١- سلاح إبليس الذي يحارب به ابن آدم هو الوسوسة والتزيين لا غير.
٢- تقرير عداوة الشيطان للإنسان.
٣- النهي يقتضي التحريم إلا أن توجد قرينة تصرف عنه إلى الكراهة.
٤- وجوب ستر العورة من الرجال والنساء سواء.
٥- جواز الاقسام بالله تعالى، ولكن لا يحلف إلا صادقاً.
١ قال قتادة: حلف لهما بالله أنه خلق قبلهما وأنه أعلم منهما وحلف أنه ناصح لهما فانغرا به، على حد قول العلماء: مَنْ خدعنا بالله انخدعنا له. ٢ سُمي الفرجان سوأتين وعورة لأن السوءة مشتقة مما يسيء إلى النفس بالألم والعورة هي كل ما استحيي من كشفه. ٣ روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: تقلّص النور الذي كان لباسهما فصار أظفاراً في الأيدي والأرجل. والله أعلم.