{يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ٢} : يريد الله أن يبين لكم بما حرم عليكم وأحل لكم ما يكملكم ويسعدكم في دنياكم وأخراكم.
{سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ٣} : طرائق الذين من قبلكم من الأنبياء والصالحين لتنهجوا نهجهم فتطهروا وتكملوا وتفلحوا مثلهم.
{وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ} : يرجع بكم عما كنتم عليه من ضلال الجاهلية إلى هداية الإسلام.
{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ٤} : من اليهود والنصارى والمجوس والزناة.
١ يشهد لذلك قول عمر رضي الله عنه: "أيما رجل تزوج أمة فقد أرق نصفه، يعني يصير ولده رقيقاً، فالصبر على عدم التزوج بالإماء أفضل، لكي لا يرق الولد. ٢ الأصل: يريد أن يبين لكم فحذفت أن ودخلت اللام على الفعل والتقدير يريد الله البيان لكم، والهدى والتوبة، فاللام إذن لتوكيد معنى الفعل، ومثلها في قوله: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ} في آية، وفي آية أخرى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ} ، قال النحاس: سمى بعضهم هذه اللام: لام "أن". ٣ فيكون معنى هذه الآية، كما في قوله تعالى: {شَرَعَ لَكمْ مِنَ الدِين ما وصَّى به نُوح} . ٤ أي: تغلبهم شهواتهم مع مخالفة شرع الله لعباده من أمور الدين التي عليها مدار سعادة الإنسان وكماله.