ما زال السياق الكريم في إرشاد الله تعالى عباده المؤمنين إلى ما فيه خيرهم وصلاحهم في الدنيا، ونجاتهم وفلاحهم في الآخرة فقال تعالى في الآية الأولى (٥){وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ٤ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً} ، فنهاهم تعالى أن يعطوا أموالهم التي هي قوام معاشهم السفهاء من امرأة وولد أو رجل قام به وصف السفه، وهو قلة البصيرة بالأمور المالية، والجهل بطرق التصرف الناجحة مخافة أن ينفقوها في غير وجوهها، أو يفسدوها بأي نوع من الإفساد، كالإسراف ونحوه، وأمرهم أن يرزقوهم فيها ويكسوهم، وقال فيها ولم يقل منها إشارة إلى أن المال ينبغي في تجارة أو صناعة أو
١ قياماً: أصلها: قواماً، فكسر ما قبل الواو فقلبت ألفاً قياماً وقواماً بمعنى واحد، والقيام والقوام ما يقيم غيره، فالأموال بها يتقوم المعاش، ولذا قيل: الأموال قوام الأعمال. ٢ كقوله لولد: مالي إليك صائر، وكأن يدعو لهم: بارك الله فيكم، أو يقول: هذا مالكم احفظه لكم لتأخذوه يوم ترشدون. ٣ دفع مال اليتيم إليه يتم بشرطين: الرشد والبلوغ. فإن وجد أحدهما دون الآخر فلا يتم تسليم المال. ٤ في هذه الآية دليل على مشروعية الوصاية والولاية والكفالة على الأيتام وبها دليل على وجوب النفقة على الزوجة والأولاد، وفي الصحيح: "إفضل الصدفة ما ترك غني، واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول" وهم الزوجة والولد والعبد.