الفصل السادس: تلاميذه كان الحافظ الدمياطي إمام أهل الحديث في زمانه (١)، صدرا في طبقته (٢)، مع كبر السن والقدر وعلو الإسناد وكثرة الرواية وجودة الدراية وحسن التأليف وانتشار التصانيف، فانتفع الناس به كثيرا (٣)، وازدحموا على إقرائه بعلم الأنساب (٤)، وأربى على المتقدمين (٥)، حتى صار رأسا في النسب (٦)، واشتهر في الأقطار بالإحاطة بذلك (٧)، فقطعت إلى حضرته المراحل، ورحلت إليه الطلبة من الأقطار (٨)، وسائر الآفاق (٩).
وحدّث عنه أئمة (١٠)، وحفاظ (١١)، وفضلاء، فعامة المحدثين بالديار المصرية والشامية تلاميذه (١٢)، وخلق كثير من الرّحالين.
وقال ابن العماد الحنبلي:«روى عنه من تلاميذه الحفاظ المزي والبرزالي وابن سيد الناس والسبكي وغيرهم، فعلى هذا الدمياطي شيخ هؤلاء وشيخ شيخهم»(١٣).
وقد كان كثير من تلاميذ الدمياطي من أكابر الأئمة والحفاظ المشهورين وأصحاب التصانيف الغزيرة ومنهم: